الدين والإنسان العاديّ:
كان بين اليونان والرومان دائماً عدة أشياء مشتركة. فالجميع عبدوا آلهة عديدة، ولكن دينهم كان قليل التأثير في أُسلوب حياة العابد. ولم تكن العقيدة ولا طريقة السلوك مهمتين فعلاً. فكان للمرء أن يعتقد ما شاء، ما دام يقوم بما هو مطلوب من المواطن الصالح ويظلُّ على ولائه للدولة. فلم يكن من تشديد كثير على البحث عن الحق، ولا وُجدت هيئةٌ من الكهان ذاتُ نفوذ. وكان الآلهة بعيدين، وينبغي تأدية الإكرام الواجب لهم. غير أنهم لم يكونوا معنيين بشؤون البشر في العُمق.
وقلَّما كان لدى الرومان المثقفين في أيام يوليوس قيصر (القرن الأول ق م) اعتبارٌ لآلهتهم. كانوا يميلون إلى استخدام شكليّات الدين لأغراضهم الخاصة عندما تدعو المصلحة الشخصية أو الضرورة السياسية. ولكنهم لو فكروا جدياً في الحياة، على غرار اليونانيين، لتحولوا إلى الفلسفة أو إلى أديانٍ جديدة.