الإسكندر:
انقسمت بلاد اليونان ووهنت قواها من جراء هذه الحروب المحلية المريرة. ولكن بعد سنة 336 ق م أخضع الإسكندر الكبير (ملك مكدونية في الشمال) بلاد اليونان كلها. وكان قوم الإسكندر يونانيين، لكنهم لم يكونوا ذوي شأن قبل ذاك. ثم أثبت الإسكندر أنه عسكريٌّ فذّ. فقد أطاح إمبراطورية الفرس العظيمة وبلغ بفتوحاته حتى شرقي الهند بعيداً. غير أنه لم يكن مجرد فاتح عسكري، إذ هدف إلى نشر حضارة اليونان ولغتهم في كامل المنطقة التي فتحها.
لم تتحقق آمال الإسكندر قط، إذ مات شاباً، وتنازل قواده من إمبراطوريته، فانقسمت حالاً. إذ كسب بطليموس مصر وأسس فيها سلالة ملوك يونانيين. وحاول سلوقس أن يستولي على الشرق، وجعلت سلالتُه (السلوقيون) عاصمتها في أنطاكية سورية. وتنازعت مع البطالمة على فلسطين. وواحدٌ من ملوكهم، انطيوخس ابيفانس (175- 163 ق م) صار العدو اللدود لليهود. وقد اضطرب الوضع في آسيا الصغرى ومكدونية واليونان إذ تحارب الملوك المتنافسون الاستيلاء على السلطة.