ما بين العهدين:
قوي الرجاء بالمستقبل وانتعش حتى كان في أوجه عند مجيء المسيح. وكان الأنبياء، قبل عدة قرون، تنبأوا بنهاية إسرائيل من حيث هي دولةُ أمةٍ. وفي السبي تمت هذه النبوات. ولكن بدا أن بعض النبوات تُجاوز المستقبل القريب إلى مستقبلٍ بعيد فيه بزلزال الله السماوات والأرض، كما يقول حجي، فيبزغ إذ ذاك فجرُ عصرٍ جديد كلياً.
ومنذ القرن الثاني ق م فصاعداً، أنشئ نوعٌ جديدٌ من الكتابات النبوية عُني بوصف رؤى الآخِرة. وكان نظر هؤلاء أن الله يوشك أن يتدخل في المشهد فيُبيد الحكام الأجانب، من رومان ويونان، ويبدأ حقبة جديدة من التاريخ. ومن هذه الجماعات التي استفاضت في أحاديث رؤى الآخرة جماعة قُمران ومخطوطاتِ البحر الميت (راجع الأسينيُّون).