موسى:
ذات يومٍ كلّم الله موسى في الصحراء. قال له: أنا مرسلك إلى ملك مصر لتُخرج شعبي من بلده. واستفسر موسى كيف يصف الله لشعبه، فأوضح له الله أي إلهٍ هو، إذ أعلن لموسى اسمه "يهوه" (الكائن أي الرب) قائلاً: "أنا أهيه الذي أهيه" (أي أكون الذي أكون). وهكذا أظهر الله أنه غير متغير وأنه جديرٌ بالاتكال عليه كلّياً، وأنه أيضاً الحي السرمدي، الفعّال الخلّاق. بهذا الإله عرَّف موسى شعبه.
لكن الله لم يكتفِ بإعلان ذاته، بل برهن بأعماله أي إلهٍ هو. وقد أنقذ الشعب من مصر وفاءً بوعوده التي وعد بها آباءهم، فأثبت كونه جديراً بالثقة كلياً. وعندما اقتادهم أيضاً في مجاهل الصحراء، لبّى احتياجهم إلى الطعام والماء واعتنى بهم رغم تمردهم، فظهر في ذلك بوصفه الله الحي الفعال.