التطويبات:
نطق المسيح بتطويباتٍ (أو بركاتٍ) للمساكين بالروح، أو أولئك الذين يُدركون فقرهم الروحي. وفي الواقع أن كل المذكورين في التطويبات هم مساكين وودعاء، بطريقة أو بأخرى. (ومعنى "طوبى": "هنيئاً" لِـ..." أو "ما أسعد"). فأولئك هم الذين يعدهم الله سعداء. وسوف ينالون ما وعد به الله. وملكوته لهم. ومع أنهم لا يملكون شيئاً في هذا العالم، فلهم أن يتوقعوا كل شيءٍ من عند الله.
فأولئك "الجياع والعطاش إلى البر"، الذين همهم الأول هو أن يفعلوا ما يطلبه الله، الله مركز حياتهم. إنهم يعلمون أن لا حياة لهم بغيره. أما "الرحماء" فيُعاملون الناس كما عاملهم الله. وصانعو السلام لا سلطان دنيوياً لهم، بل يعتمدون على محبة الله التي تقدر أن تحول عدوين إلى صديقين. والمضطهدون مطرودون من دنيا البشر.
لأمثال هؤلاء ملكوت الله. فهم الذين سوف يكافئهم الله. هؤلاء يطوبهم المسيح. وهكذا تقلب التطويبات مفهوم الناس للسعادة رأساً على عقب. كذلك تضع التطويبات أمامنا مقياساً مثالياً، إذ تقدم لنا تحدياً أساسه المطلب الذي يتوخاه الملكوت من شعب الله.
متى 5: 1- 12؛ لوقا 6: 20- 26