الوصايا العشر:
لقد تكلم الله، وهاكم كلماته: أنا هو الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية.
لا يكن لك آلهة أخرى أمامي.
لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورةً ما، مِما في السماء من فوق، وما في الأرض من تحت، وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن. لأني أنا الرب إلهك إلهٌ غيور، أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي، وأصنع إحساناً إلى ألوفٍ من محبي وحافظي وصاياي.
لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً، لأن الرب لا يبرئَ من نطق باسمه باطلاً.
اذكر يوم السبت لتقدسه، كما أوصاك الرب إلهك. ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك. وأما اليوم السابع سبت للرب إلهك، لا تصنع عملاً ما، أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك. لأن في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، واستراح في اليوم السابع. لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه.
أكرم أباك وأمك، لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك.
لا تقتل.
لا تزنِ.
لا تسرق.
لا تشهد على قريبك شهادة زور.
لا تشتهِ بيت قريبك. لا تشتهِ امرأة قريبك، ولا عبده، ولا أمته، ولا ثوره، ولا حماره، ولا شيئاً مِما لقريبك.
تلك هي "الكلمات العشر"، ولها أهمية خاصة كما هو واضح. ففي سفر الخروج تقدم باعتبارها أول مجموعة من القوانين التي أعطيت على جبل سيناء، وفي سفر التثنية يُقال في آخرها: "هذه الكلمات كلم بها الرب كل جماعتكم... ولم يَزِد" (تثنية 5: 22)، يعني: ليس ما يعادلها أهميةً.
والوصايا العشر موجهة إلى جميع الشعب، لا إلى فئة مخصوصة كالكهنة، وإلى كل فردٍ من أفراد الشعب. ومع أنها فريدةٌ كمجموعة، فإن كلا منها موجودة أيضاً في مواضع أخرى من التوراة.
كُتبت الوصايا العشر على لوحي حجر. وربما كان معنى هذا أنها كتبت على نسختين. أما وجود نسختين من الوصايا، كما هو محتمل، فلم يُفهم سببه إلا مؤخراً. فعندما كانت تُعقد معاهدة في العالم القديم، كان كلا الطرفين المتعاهدين يحفظ بنسخة منها. وإذا كانت المعاهدة بين أمتين، مثلاً بين الحثيين والمصريين، تُحفظ نسخةٌ في معبد إله هذه الأمة وأخرى في معبد إله تلك. ولكن "معاهدة" بني إسرائيل كانت بين الله والشعب. فحُفظت كلتا النسختين من الوصايا العشر في صندوق العهد (التابوت)، إذ كان ذلك مركز الأمة ومكان حضور الله أيضاً. لذا جاز أن تُحفظ نسخة الله ونسخة الشعب معاً في موضعٍ واحد. إذاً كانت الوصايا العشر خلاصة عهد الله مع الشعب. وفي سيناء تجاوب بنو إسرائيل مع كل ما عمله لأجلهم بقبولهم لمضمون العهد.
لا تُذكر عقوبة نقض أية واحدة من الوصايا العشر. ولكن إذا قارنّا هذه الوصايا بما يماثلها، يبدو أن العقوبة كانت الموت (قارن خروج 20: 13 وخروج 21: 12). ولا يعني هذا أن العقوبة كانت تنفذ دائماً.