الحياة في مصر القديمة:
كان الفرعون هو حاكم مصر الأعلى، يعاونه عظماؤه، بينهم حكماء كالذين طلبهم الملك لتفسير أحلامه. وكانت الأراضي مقسمة إلى أقاليم، في كل منها مدينة رئيسية للحكم المحلي وخزن المؤن. وقد كان معظم المصريين فلاحين يزرعون الحبوب ويرعون الماشية معتمدين على النيل. هذه الملامح تظهر كلها في أحلام الفرعون الذي استدعى يوسف. وكان للأحلام أهميتها عند جميع الطبقات (من الملك إلى السُجناء)، حتى إن المصريين صنفوا كتباً في تفسير الأحلام.
أما الكتابة المصرية فابتدأت بشكل صُوَر ("رموز هيروغليفية") استعملها القوم للدلالة على الأصوات في لغتهم. فالبوم مثلاً رمز لحرف الميم، والفم للراء، وهكذا دواليك. وقد اعتُمِدت للكتابة على ورق البردي أشكالٌ من الكتابة أبسط (الخط "الهيري" والخط اليموطي"). ومِما كتبه المصريون القدماء قصص وشعر ومجموعات أمثال (كما في سفر الأمثال من الكتاب المقدس) فضلاً عما يتعلق بالحياة اليومية من لوائح ورسائل وحسابات.
وكان واجباً على المصريين والغرباء معاً أن يعملوا في البناء وخصوصاً في صنع اللبن. وقد دعت الحاجة إلى استعمال القش لخلطه بالطين لصنع لِبنٍ أمتن. فالبرديات تذكر القش أيضاً وأموراً أخرى متعلقة بالعمل. وكان أحداثٌ كثيرون من الغرباء يُنشأون في البلاط فيُعلمون أحسن تعليم ويولون وظائف شتى، شأنهم شأن موسى. ومثله ومثل العبرانيين أيضاً، حاول آخرون الهروب من مصر. وفي البرديات أيضاً ذكرٌ لعبيدٍ هربوا طلباً للحرية.
تكوين 40 و41؛ خروج 1- 14