السفر والانتقال
في الكتاب المقدس وصفٌ لعدة رحلات:
انتقال إبراهيم من أُور إلى كنعان؛ نزول يعقوب إلى مصر؛ ارتحال بني إسرائيل في الصحراء؛ زيارة ملكة سبا. هذه بعض الرحلات المذكورة في العهد القديم. ونجد في العهد الجديد وصفاً مفصلاً لسفرات بولس وغيره من الروّاد المسيحيِّين، وذلك في سفر الأعمال. ولا شك أن المسيح نفسه قطع مسافات طويلة خلال خدمته العلنية.
السَّفَرُ سيراً على القدمين:
كانت معظم السفرات، في أزمنة التوراة، تتم سيراً على الأقدام. فلم يكن في وسع أي إنسان أن يقتني دابة. حتى ولو كانت الأسرة تملك حماراً، فلا بد أن يمشي بعض أفرادها سفرةٍ عائلية.
حيوانات الركوب والتحميل:
مع أن بدو الصحراء كانوا يقتنون الجِمال، فإن الدابة الرئيسيَّة في أزمنة الكتاب المقدس كلها، كانت هي الحِمار. وقد جرى تدجين الحمار قبل الفرس والجمل بزمن طويل، فكان في كل حين وسيلة الانتقال الأكثر شعبية.
وكان عند إبراهيم جِمال، مع أنه ربما اقتناها بعد مغادرته حاران. ولما استقر يعقوب في كنعان، يبدو أنه استغنى عن استعمال الجِمال، لأنها لا تُذكر بين أملاكه عند نزوله إلى مصر. وقد أرسل إليه ابنُه يوسف ما يحتاج إليه للسفر على الحمير. وبتطوّر التجارة الدُّولية، ولا سيما تجارة التوابل العربية، ازداد استعمال الجِمال في فلسطين منذ نحو السنة 1000 ق م.
وقد اقتنى الملوك الأحصنة للحرب عادةً. وبالمقارنة مع الجِمال والحمير، كان علفها أكثر كلفةً وقدرتها على الحمل أقلّ. ولكن بحلول القرن الأول للميلاد غالباً ما استُعملت الخيول لأغراضٍ مدنية، بعدما طُورت المركبات الحربية الأساسية وصُنعت على غرارها عرباتٌ للتنقل.