الحرث والزرع:
ما بين أكتوبر ونوفمبر (تشرين الأول، والثاني) كان يهطل المطر المبكر الثمين بعد جفاف الصيف الطويل. فمنذ ذلك الحين حتى كانون الثاني (يناير) كان أوان الحرث والزرع. وكان المحراث في العدة عارضة خشبية بسيطة في أحد طرفيها مقبض تحته سكة من حديد (كانت من نحاس قبل أيام داود). وطرف العارضة الآخر يُشيد إلى نيرٍ. ويجرُّ المحراث عادةً ثوران وأحياناً ثورٌ واحد. وفي وسع الفلاح أن يُمسك مقبض المحراث بإحدى يديه، وبالأخرى مَساساً (عصا طويلة برأسها مِنخَس). ولما كان المحراث خفيفاً، كان سهل رفعه فوق أي حجر كبير يعترضه. والتّلم الذي يشقه المحراث ليس عميقاً جداً. وكان يتم نثر البذار (من قمح وشعير وكتان ونحوها) باليد، ثم يُستعمل المحراث ثانيةً أحياناً لتغطية البذار بالتراب. وكان الفلاحون أحياناً يجرون أغصاناً فوق التربة لتمهيدها، ويستعملون ما يشبه المجرفة لإزالة الأعشاب الضارة.