حادثة الخروج:
كان الخروج من مصر هو الحادثة الرئيسة في تاريخ شعب العهد القديم، وعلى الأجيال الآتية كلها أن نتذكرها. فقد رسمت احتفالات سنوية لتخليد ذكراها. كان على الآباء أن يتحققوا من فهم أولادهم لمعانيها. أما زمن الخروج فربما كان في أوائل القرن الثالث عشر ق م، حوالي الوقت الذي كان فيه رعمسيس الثاني فرعوناً لمصر.
لما طلب موسى أول مرة من فرعون أن يحرر العبيد العبرانيين، لم يكن جوابه مشجعاً. ولم يلِن فرعون من جراء المعجزات التي أجراها موسى ولا بفضل أي كلامٍ قاله هارون أخوه. فما كان منه إلا أن شدد قبضته على عماله غير القانعين. ولكن الله تدخل عندئذٍ. ففي غضون ثمانية أشهر أو تسعة نزلت بالبلد عشر كوارث (ضربات). كانت بعض هذه الضربات مألوفةً في تاريخ مصر، إنما ليس كلها، ولم يسبق أن حدثت واحدةٌ منها إثر الأخرى خلال مدة قصيرة.