المصابيح:
كان المصباح أهم شيء في البيت، لأن البيوت كانت معتمة. وخلال فترة العهد القديم كانت المصابيح سُرجاً مؤلفة من صحنٍ فخاري مستطيل مقعر ذي شفة عند طرفه. فيُسكب الزيت في الصحن ويُمدُّ فتيلٌ مغموس فيه إلى شفته. ومثل هذا السراج يبقى مشتعلاً نحو ساعتين أو ثلاث ثم يحتاج إلى تعبئة من جديد. وفي أزمنة العهد الجديد كان الفخاريون قد تعلموا كيف يصنعون سرجاً مقولبة كإناء مقفل له ثقب صغير للزيت وأنبوبة للفتيل. فكان هذا أسلم وأفعل. أما الفتيل فكان في العادة خيوطاً من كتان أو نحوه، ووقود الإنارة الأكثر استعمالاً هو زيت الزيتون أو الدهن الحيواني، وكانوا في أزمنة العهد الجديد قد بدأوا يستخرجون الزيت من الحبوب والخُضَر الأخرى. وكانت السرج صغيرة بحيث يمكن للمسافر أن يحملها بيده. ولعل هذه هي الصورة التي كانت في ذهن ناظم المزمور لما قال: "سراج لرجلي ونور لسبيلي" (مزمور 119: 105).