شرق الأردنّ (عبر الأردنّ):
هنا مرتفعات كتلك الواقعة غرباً لكن أعلى منها. وهي مروية جيداً، وقد وفرت مرعى جيداً للقطعان الضخمة من الغنم وسائر المواشي التي كانت تربى في موآب قديماً. وقد ذُكر أن ملك موآب أدى لملك إسرائيل مئة ألف خروف ومئة ألف كبشٍ بصوفها (2 ملوك 3: 4). والجبال هنا ترتفع مما بين 600 و700 متر شرقي الجليل إلى نحو 2000م جنوبي البحر الميت وشرقيه. وهي تجتذب أمطاراً تتزايد مع أعاليها وتجعلها حزاماً خضيباً بين الوادي الجاف من جهة والصحراء العربية من الجهة الأخرى.
ومما جعل هذه المنطقة منافسة خطرة لتلك الواقعة غربي الأردن: خصب أراضيها كباشان وجلعاد، وازدهار تربية الماشية في موآب، ونجاح تجار أدوم. وربما كان خيراً على بني إسرائيل أن وادي الأردن شكل عقبة صعبة في وجه أولئك الأقوام حالت دون عبورهم من الشرق إلى الغرب. ويكاد هذا الوادي يفصل كلياً بين منطقتين متماثلتين تقعان على كلا جانبيه ضمن مدى النظر.