أقاليم البلد:
كانت لدى اليهود في أيام المسيح فكرةٌ دقيقة جداً عما هو داخل نطاق "الأرض" وعما هو خارجه. فقد كانت "جغرافيتهم الإقليمية" مؤسسة على مقياسٍ جرى التدرج فيه من المنطقة الأقدس إلى الأقل قدسية. في رأس هذا المقياس قدس الأقداس في أورشليم. أما من الجهة الأخرى، فحتى مسُّ التراب في المناطق الواقعة خارج "الأرض" كان يعتبر منجساً. وكان قلب البلد يتألف من اليهودية والجليل، في الجانب الغربي من الأردن، تفصل بينهما السامرة (وهي لا تخص البلد) ولكن تصل ما بينهما بيرية على الضفة الشرقية. والطريق المشروع بين الشمال والجنوب دون مغادرة "الأرض" (مع تجنب السامرة) اشتمل عبور الأردن مرتين. وحوالي منطقة القلب هذه شبه حزامٍ داخليٍّ من الأراضي التي كانت بأيدي العبرانيين سابقاً. ولم تكن هذه الأراضي تعتبر معادلة في التنجيس للأراضي الواقعة كلياً خارج الحدود.
على أن التقسيم الجغرافي الإقليمي الأكثر مألوفية يلحظ سبعة أقسام طبيعية كبرى في البلد.