الأمطار الشتويّة:
في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يهطل معظم مطر السنة في فصل الشتاء. ولا يرجح سقوط المطر بين حزيران وأيلول (يونيو وسبتمبر). وأحوال الطقس إجمالاً ثابتة ويمكن التنبؤ بها؛ إذ يسيطر عليها تيار هوائي من الشرق . فعلى مدى ثلاثين سنة مثلاً لم يُسجل سقوط مطر قط في تل أبيب على الساحل خلال حزيران وتموز وآب (يونيو ويوليو وأوغسطس).
فبعد صيفٍ كهذا، يكون هطول المطر مهماً جداً، عند الفلاح خصوصاً. ومع أنه يتوقع بعد منتصف أيلول (سبتمبر)، فإن موسم المطر يتأخر أحياناً. وهذا يقصر فترة الحراثة ويؤخر امتلاء الآبار من جديد بعد استعمالها في الصيف. من هنا تصوير الكتاب المقدس للفلاح وهو ينتظر مطر الخريف ليبدأ عمله (راجع يعقوب 5: 7).
وما إن يبدأ المطر فعلاً، حتى يأخذ بالتزايد خلال أشهر الشتاء. وأغنى شهرين بالمطر هما كانون الأول وكانون الثاني (ديسمبر ويناير). وغالباً ما يهطل المطر أتياً من فوق المتوسط طيلة ثلاثة أيام أو أربعة دفعةً واحدة، ثم يعقب ذلك انفراج وصحو. وتستمر الحال هكذا إلى أن يميل الطقس إلى الثبات على الصحو في أواخر آذار (مارس) وأوائل نيسان (أبريل). ولكن هذه الفترة مهمة جداً عند الفلاح. فالغروس تبدأ تنمو بعد برد الشتاء. ومن المهم أن تدوم الأمطار خلال الربيع مدة تكفي لري المزروعات خلال فترة نموها. لذلك يترجى الفلاح حصول المطر المتأخر في نيسان (أبريل) كما المطر المبكر في تشرين الأول (أكتوبر).