الرسالة إلى أهل أفسس
ربما كانت رسالة بولس إلى المؤمنين المسيحيين في أفسس "رسالة دوّارةً" إلى مجموعة من الكنائس في ما هو اليوم غرب تركيا. وأهم كنيسة في تلك المجموعة كانت في أفسس، وهي المدينة الرئيسة في المنطقة كلها. وقد كتب بولس هذه الرسالة (كما كتب أيضاً فيلبي وكولوسي وفليمون) وهو مسجونٌ ربما في روما، في أوائل الستينيَّات.
أما الغرض الأساسي في الرسالة فهو الكشف عن خطة الله التي ستبلغ ذروتها في "تدبير ملء الأزمنة" إذ "يجمع كل شيء في المسيح [رأساً للكلّ]، ما في السماوات وما على الأرض" (1: 10).
تكشف الرسالة (في الأصحاحات 1- 3) خطة الله العجيبة الكاملة. فالله الآب اختار المؤمنين. والمسيح ابن الله حرّرهم من خطاياهم، محطماً حواجز الجنسية والدين والحضارة. ثم إن روح الله عاملٌ في حيواتهم يقتادهم من قوّة إلى قوّة.
أما القسم الآخر من الرسالة (الأصحاحات 4- 6) فيدعو المؤمنين بالمسيح إلى حياةٍ تظهر فيها وحدتهم في المسيح من خلال محبتهم بعضهم لبعض. علينا أن نخرج من الظلمة ونسلك في النور.
ويستخدم بولس جملة صورٍ لإيضاح هذه الوحدة مع المسيح: الجسد، البناء، علاقة الزوج بالزوجة. وكل شيء في الحياة والاختبار البشري يُرى هنا في ضوء المسيح، بمحبته وموته على الصليب وصفحه وطُهره. وفي آخر الرسالة يدعو بولس المؤمنين قائلاً: "البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس".