عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 02 - 2013, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 86 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,397,167

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: [أ] من قاموس الكتاب المقدس

أشور

الجزء الشمالي من العراق اليوم، على طول نهر دجلة نحو الشرق حتى سفوح جبال زاغروس. كانت الأمطار والروافد التي تصب في نهر دجلة توفر الماء الكافي للري، فإذا السهول تموج بالحنطة والشعير، والجبال تكسوها الأشجار المثمرة، من عنب وزيتون ومشمش وكرز وغيرها، والريف يغطيه العشب في الشتاء والربيع- على خلاف الأراضي الواقعة غربي دجلة، حيث معظم الأرض صحراء ترتفع إلى الشرق منها جبال وعرة ذات غابات يكسوها الثلج شتاءً. لذلك بدت بلاد أشور جذابة لأهل البادية والجبال. وطالما حفل تاريخ أشور بالحروب الطويلة مع هؤلاء الجيران الطامعين.
أطلق الأشوريون اسماً واحداً، هو أشور، على بلادهم وعاصمتهم وإلههم القومي. وتقع مدينة أشور في جنوب البلد، على الضفة الغربية لنهر دجلة. أما المدينة الثانية، نينوى، فموقعها إلى الشرق من النهر، مقابل الموصل الحديثة، وكانت تبعد عن أشور 109 كلم إلى الشمال. وكانت كلتا المدينتين مزدهرتين منذ القديم، من السنة 2500 ق م وربما قبل ذلك بكثير.
الشعب الأشوري:

لدينا وثائق أشورية أولية تبدأ بُعيد السنة 2000 ق م. فقائمة الملوك الأشوريين، وهي وثيقة هامة تعود إلى زمن لاحق، تُبين أن الأشوريين كانوا في بلادهم نحو السنة 2300 ق م. وتُبرهن النصوص أن الأشوريين كانوا شعباً سامياً. وكانوا يستعملون لغة قريبة من البابلية قرابةً وثيقة. كذلك تبين لنا النصوص أن سكان البلاد كانوا مختلطين جداً، الأمر الذي نتوقعه بالنظر إلى وضع البلاد. فقد دخل من الشرق والغرب كثيرون ممن ينتمون إلى الشعوب غير السامية. ويبدو أن هذا قد حدث سلمياً. حتى أن رجالاً لم يكونوا أشوريي الأصل شغلوا في ما بعد مناصب حكومية ذات شأن.
غالباً ما يُعتبر الأشوريون غُزاة قُساة. إلا أنه ينبغي أخذ وضع أشور بعين الاعتبار عند التفكير بهذه الصورة التي تعود جزئياً إلى حروبهم مع إسرائيل على حدٍّ ما جاء في كتاب العهد القديم. ذلك أن الأخطار الخارجية ظلت قائمةً، فعلاً أو وهماً، ولو بدت حدود أشور آمنة، ومصدر هذه الأخطار الحكام الأجنبيون في أماكن بعيدة قليلاً. وهذه الأخطار لم يستطع الأشوريون صدها إلا بشن حملات عسكرية متوالية. ولا شك أن الانتصار شجعهم على القيام بمزيد من الحملات. غير أن الأشوريين، شأنهم شأن معظم الشعوب، كانوا يقدّرون قيمة السلم والازدهار.
الإمبراطورية الأشورية:

ما بين 1500 و1100 ق م صارت أشور في طليعة دول الشرق الأوسط، وقد امتدت رقعتها حتى نهر الفرات غرباً. وكان ملوكها يكاتبون ملوك مصر كأندادٍ لهم. إلا أن الغزاة الأراميين من الصحراء كادوا يجتاحون البلاد الأشورية كلها. وبذلك ابتدأت فترة انحطاطٍ دامت حتى 900 ق م تقريباً.
ثم ابتدأت سلسلة من الملوك الأشداء باستعادة الأراضي المحتلة. وكذلك ذلل هؤلاء الملوك مشكلات السيطرة على الأراضي المستعادة فالملكان المحاربان أشورناسِربال الثاني (883- 859 ق م) وشلمناسر الثالث (858- 824 ق م) استوليا على عدة مدن وجعلا ملوكها تابعين لهما. ولكن ما إن عاد الجيش البابلي إلى بلاده حتى ثار الملوك التابعون. وكان تغلث فلاسر الثالث (745- 727 ق م) أول من أرسى جهازاً فعالاً من ولاة الأقاليم ذوي السيطرة المُحكمة.
السبي:

كان سوق الأسرى طريقة شائعة لكسر شوكة المقاومة. فبعد ثورة عارمة كانت تُرحل أعداد كبيرة من الشعب إلى أجزاء أخرى من الإمبراطورية وتوطن مع غرباء من أماكن بعيدة. (وقد حدث ذلك في إسرائيل لما استولى الأشوريون على السامرة- 2 ملوك 17: 6، 24 وما بعدها؛ راجع أيضاً 18: 31 و32). وقد اتبع هذه السياسة الملوك المشهورون سرجون (721- 705 ق م) وسنحاريب (705- 681ق م) وأسرحدّون (681- 669 ق م) وأشوربانيبال (669- 627 ق م). وفي عهد الأخيرين اتسع نطاق الإمبراطورية كثيراً، فشملت مصر وسورية وفلسطين وشمال بلاد العرب وأجزاء من تركيا وبلاد الفرس. ولكن حماية الحدود كلها لم تكن ممكنة، ولا كان ممكناً أيضاً سحق جميع المتمردين. فأحرزت بابل استقلالها في 625 ق م، وبمعونة الماديين هدَّمت نينوى في 612 ق م.
الفن والعمران:

إن إمبراطورية أشور المترامية الأطراف كانت مصدراً للثراء الضخم، وقد جاء جزءٌ منه من الجزية، وجزءٌ آخر من التجارة. فاستطاع الملوك أن يبنوا قصوراً وهياكل عظيمة، وكلٌّ منهم نوى أن يأتي بما لم يأتِ به سابقوه. ومِما كشف عنه التنقيب في نينوى ونمرود (كالح القديمة، وتبعد 30كلمً جنوباً) وأمكنةٍ أخرى، أُتيح لنا إحياءُ آيات فنية رائعة. كانت الجدران مؤطرة بألواحٍ من حجر عليها نقوش تصوِّر الملك في حياته الدينية والعسكرية والرياضية. وكان الأثاث مزيناً برقائق من العاج محفورة أو منقوشة، ومغشاة بالذهب غالباً.
تظهر في صُنعة هذه الأشياء آثارٌ حضارية شتىّ، مصرية وسورية وإيرانية. غير أن المعالم الأساسية في الحضارة الآشورية استُمِدَّت من الجنوب، أي من بابل (راجع البابليون). وأهمُّ طراز بابلي في الآثار الآشورية هو طريقة الكتابة المسمارية على ألواح طينية. فقد وُجدت بين الخرَب الآشورية آلافٌ من هذه الألواح. وقسمٌ منها يتناول شؤون الإدارة في الدولة. وبعضها وثائق دبلوماسية. وبعضها أحكام قضائية خاصة. وبعضها سجلات لأعمال الملوك. وأبرز معالم الحضارة هي المكتبة التي جمعها الملك آشوربانيبال. فقد كان في هذه المكتبة نُسخٌ لكلِّ قطعةٍ في الأدب والمعرفة سلَّمها السلف للخلف. وبإحياء هذه المكتبة، منذ 1849م فصاعداً، بدأت الدراسة الحديثة لأشور وبابل.
الأشوريون والكتاب المقدس:

دخل الأشوريون إلى مسرح الأحداث المدونة في الكتاب المقدس في أيام آخِر ملوك إسرائيل لما كان النبيان عاموس وهوشع يقومان بخدمتهما في الشمال وأشعياء يتقدم نحو البروز في يهوذا, إذ كان الأشوريون القوة العالمية الكبرى وكان أهل البلدان الأقل قوةً يعيشون تحت خطر الغزو دائماً.
"يجلب الرب ُّعليك... ملكَ أشور". هذا ما قال أشعياء النبي متنبئاً للملك آحاز، ملك يهوذا، فكانت نبوءة رهيبة. فقد كان آحاز يحاول كسب معونة الأشوريين للانتصار على عدويه، ملكي دمشق والسامرة (أي إسرائيل). إلا أن النبيَّ المرسل من الله قال له إن هذه القوة العظمى في زمنه لا بُدَّ أن تجتاح بلاده قريباً. والملك الأشوري المشار إليه هنا هو تغلَث فلاسر الثالث (745- 727 ق م). وفي الواقع أنه قَبِل أن تكون يهوذا والملك آحاز في عداد التابعين له. ومن ثم خفف الضغط عن آحاز وذلك بغزوه دمشق ومعظم إسرائيل جاعلاً إياهما ولايتين خاضعتين له.
وكان من عادة الأشوريين أن يعقدوا معاهدات مع البلدان المُخضَعة لهم في كل مكان. فإذا توقف أحد الملوك التابعين لهم عن الوفاء ببنود المعاهدة- كأن يُخفف في إرسال الجزية السنوية أو يتحالف مع أعداء أشور- كان الأشوريون يحاولون تسوية الوضع دبلوماسياً. فإن لم يؤدِّ ذلك إلى نتيجة، كانوا يبعثون حملة عسكرية.
ذلك هو ما حصل مع يهوذا. فإن آحاز وفى بالمعاهدة، ولكن ابنه حزقيا وملك بابل مردوخ بلادان التحقا بتمرُّدٍ عام لما مات الملك الأشوري سرجون سنة 705 ق م. فاستولى حزقيا على المدن الفلسطينية الساحلية التي كانت خاضعة لأشور. وبعد أن سحق سنحاريب التمرد في بابل، كان طبيعياً أن يلتفت هذا الملك الأشوري الجديد للتعامل مع حزقيا المتمرد. فاكتسح جيشه يهوذا، كما تنبأ أشعياء. وقد جاء في سجلات سنحاريب: "ستاً وأربعيم من مدن (حزقيا) الحصينة... حاصرت وفتحت. وأخرجتُ منها 150,200 نسمة... (وحزقيا) أقفلت عليه في أورشليم عاصمته كعصفورٍ في قفص... وقد طغت عليه عظمة سيادتي الرهيبة... فأرسل 30 وزنة ذهب و300 وزنة فضة... إلى نينوى". ولكن أورشليم في الواقع أفلتت من قبضة الأشوريين، إذ إنهم لم يهاجموها قط ثانيةً، مع أن منسى بن حزقيا التحق بتمردٍ مصري الإيحاء وحُفظ في الأسر زمناً (نحو 671 ق م).
أشعياء 7: 17- 25؛ 2 ملوك 15: 27- 16: 18؛ 18: 7، 17؛ 19؛ 20: 12 وما بعدها؛ 2 أخبار الأيام 33: 11- 13.
ديانة أشور وبابل:

كان أهل بابل وأشور، شأنهم شأن أغلب الشعوب في العالم القديم، يكرِّمون قوى الكون الكبرى، وكان لهم آلهتهم أو إلاهاتهم الخاصة بهم. وقد رووا الأساطير عن آلهتهم وقدموا لهم القرابين في الهياكل الضخمة والمعابد الصغيرة، والتمسوا معونتهم، وطلبوا مرضاتهم. وكانت آلهتهم تسيطر على كل شيء وتصرفاتهم لا يمكن التنبؤ بها.
كان أنو، ملك السماء، رئيس آلهتهم. وكان شخصاً نائياً. أما ابنه، إنليل، فكان يهيمن على وجه الأرض ويعامل باعتباره ملك الآلهة. وكان أنكي، أو إيا، قيماً على المياه الحية المحيية. وكان لكل إله زوجة وأسرة. فكانت عشتار زوجةً لأنو، وأكثر بروزاً منه في الحياة الدينية، إذ كانت قيمةً على الحرب وعلى الحب. ورُزق أنكي ابناً، هو مردوك الذي أصبح مهماً جداً.
وكان مردوك، وقد عُرف أيضاً باسم بيل (أو بال) أي "السيّد"، هو الإله الشفيع ببابل. وبدأت عبادته تزدهر خلال الفترة الممتدة بين السنتين 2000 أو 1000 ق م. وبمرور الزمن رُقًي مردوك فصار ملكاً لجميع الآلهة. كذلك ارتقى نبو ابن مردوك، وكان إله بورسيبا قُربَ بابل، إلى مرتبةٍ شريفة هو أيضاً.
وقد كان هناك آلهةٌ أُخرى منفصلة عن هذه، وهي: شماش (الشمس) إله العدالة، سين (القمر) وقد كان موضوع العبادة في أور الكلدانيين وحاران على الخصوص؛ أداد، وهو إله المطر والعواصف. ثم إن فِكراً مثل الإنصاف والحق والعدل والزمن، عوملت معاملة الآلهة بُعَيد السنة 2000 ق م. وكان في بلاد أشور أيضاً الإله القوميُّ أشور، واسمه اسم العاصمة والبلد الذي يهيمن عليه. ولما قويت بلاد أشور اعتبر علماء اللاهوت فيها الإله أشور ملكاً للآلهة وكأنه الإله إنليل بالذات.
وقد خيمت الظلال على العالم البابلي، وخشي الناس شر الأرواح الشريرة والشياطين الطوافة بحثاً عمن تتلبسه. فقيل أن الشياطين تندسُّ من تحت الأبواب لتهاجم الرجل وهو نائم، أو لتخطف الطفل من حضن أمه، أو إنها تجلب الأمراض مع الرياح. لذلك قام كهان مخصوصون بتلاوة الصلوات والتعازيم على المرضى أو المجروحين، داعين إلى الآلهة طلباً للعون. وكانت إصابة في بعض الأحيان تُنقل بممارسة طقوس معينة إلى معزاةٍ، أو أي بديلٍ آخر كان يُقتل في ما بعد. وحمل الناس التعاويذ والأحجبة لطرد هذه الشرور. كذلك علقوا التمائم فوق المداخل وطمروها تحت العتبات. وكانت التعاويذ أحياناً على صورة كلبٍ نقشت عليها كلماتٌ من قيبل: "لا تنتظر. عُضنَّ".
العبادة:

كان في كل مدينة هيكلٌ رئيسيٌّ يُعبد فيه الإله الشفيع بتلك المدينة. هنالك كان الناس يجتمعون للاحتفال بالأعياد الكُبرى عند رأس السنة وفي اليوم المخصص عيداً للإله. وكانت تغص بهم الشوارع إذ ينقلون تماثيل الإله في موكبٍ عظيم من مقام إلى آخر. وقد كان العامة، على ما يبدو، يؤدون العبادة في معابد صغيرة مقامة بين بيوت المدينة. هنالك كانوا يطلبون إلى الإله (ذكراً كان أو أنثى) أن يرزقهم ابناً، ويصلون طلباً للنجاح في أعمالهم، ويقدمون للإله "هدايا شُكر"، أو يقدمون القرابين طلباً للرضى، أو يتملقون الآلهة لترد عنهم شراً ما. وكان أحد الكهان يؤدي الشعائر ويتلو الصلوات المطلوبة ويتقبل الحيوان أو الخيرات المقدمة أضاحي.
العرافة:

اعتقد البابليون أن الآلهة تسيطر على كل شيء، إلا أنها لا تكشف المستقبل. لا يستطيع الناس أن يتيقنوا من أي أمر. لذا لجأ البابليون إلى استجلاء النُّذُر. فكانوا يفحصون الكبد وسواها من أجزاء الذبيحة المقدمة ضحية لعلهم يرون فيها علامات غير معتادة فيتبين لهم هل "كتبت لهم الآلهة فيها رسالةً ما". كذلك أيضاً استخدموا أموراً يستعينون بها على التنبؤ، كزجر الطير والنظر في شكل الزيت على صفحة الماء.
وكان المنجمون يستطلعون علامات الفأل من مراقبة حركة الكواكب. وقد يسرت لهم سماء الليالي الصافية عملية المراقبة. فلما كان كل كوكب منوطاً بإله أو إلاهة، كان ممكناً استقراء أنواع شتى من الاستنتاجات حول مشيئة الآلهة. وقد انتقلت بعض هذه الفنون إلى اليونانيين ومن ثم إلى التنجيم الحديث. والأبراج هي إرثٌ مأخوذ عن المنجمين البابليين. كما أن الدائرة ذات 360 درجة، والساعة ذات الستين دقيقة، هي أيضاً من الأشياء التي اهتدى إليها أولاً الفلكيون البابليون.
الموت والحياة بعده:

اعتقد البابليون أن جميع الأموات يقيمون في العالم السفلي، حيث يعيشون في أرضٍ مغبرة، ويُطعَمون من تقدمات الطعام والشراب التي يتبرع بها أولادهم وحفداؤهم. وإن كانت هذه التقدمات لا تُقدم، تعود أشباح الموتى لتتردد على أسرهم، مثلها أيضاً مثل أشباح الذين لم يدفنوا دفناً لائقاً. ويبدو أن الأشرار كانوا يقضون وقتاً أسوأ من وقت الأبرار، لأن بعض الملوك القدامى كانوا يقومون بدور القضاة في العالم السفلي. أما الأفكار المتعلقة بالحياة بعد الموت فكانت غامضة جداً ولم تقدم للبابليين أي رجاء.
  رد مع اقتباس