الحديد:
انتشر استعمال الحديد ببطء عند العبرانيين. فلأن الواجب أن يُحافظ عليه حامياً خلال تصنيعه، كان إنتاجه صعباً. ولما دخل العبرانيون بلاد كنعان، كان أهلها يستعملون مركبات يدخل الحديد في صناعتها وأدوات حديدية أخرى. وفي هذا المجال تفوق الكنعانيون على العبرانيين.
ولما قوي الفلسطيون على العبرانيين في أيام صموئيل وشاول، لم يسمحوا لهم بأن يستخدموا حدادين خاصين لئلا يصنعوا سيوفاً ورماحاً جيدة. فإذا احتاج العبرانيون إلى إصلاح أدواتهم النحاسية اضطّروا إلى الاستعانة بالفلسطيين فيفرض هؤلاء عليهم أجوراً باهظة. غير أنه كان عند داود مخزون ضخم من الحديد: "وهيأ داود حديداً كثيراً للمسامير الأبواب وللوصل..." ومن عهده فما بعد صارت الأدوات الحديدية أكثر وفرة. وقد استُخرجت خامة الحديد وعُدنت في العقبة أيضاً.
يشوع 17: 16؛ 1صموئيل 13: 19- 22؛ 1 أخبار الأيام 22: 3.
في فترة العهد الجديد: كان في أورشليم سوق الحدادين في زمن العهد الجديد. ولم يكن يُسمح للعاملين في النحاس والحديد بالعمل في بعض الأعياد الدينية نظراً للضجة التي يُحدِثونها. واستدعى البذخ في بلاط الملك هيرودس تزايد المتاجرة في البضائع الفاخرة.
وفي الهيكل الذي بناه هيرودس في أورشليم، غُشيت بالذهب والفضة البوابة المزدوجة والعتبات والأسكُفة (العتبة العليا). وكانت الجدران من الداخل مغشاة بصفائح من ذهب. وكان في الهيكل مصابيح وأوان من ذهب وفضة، بل أيضاً رزات من ذهب على السطح لإبعاد الطيور! وقد كان واجباً تدريب ألف كاهن للقيام بالقسم الأكبر من هذا العمل، إذ لم يكن مسموحاً لأحدٍ سواهم بأن يدخل حرم الديار المقدسة.