عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 02 - 2013, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,902

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: [أ] من قاموس الكتاب المقدس

النحاس:

كان النحاس أوفر معدن في فلسطين قديماً. وكان يستخرج من خامته بالصهر. ومع أنه يكون هشاً عند استخراجه، فمن الممكن أن يُقوى ويشكل بتطريقه بارداً. وفي وقتٍ ما، قبل 2000 ق م، اكتُشف أنه إذا زيد عليه أقل من أربعة بالمئة من القصدير يصير أقوى وأقسى. ودرجة ذوبانه أيضاً منخفضة أكثر من سواه، ويمكن أن يسكب في قوالب ويُطرق فيشكل. إذ ذاك ينتج منه البرونز. على أن العبرانيين يستعملون كلمة واحدة للنحاس والبرونز، ولذا لا نستطيع أن نحدد بدقة متى بدأوا يصنعون البرونز. ولا شك أنهم احتاجوا إليه لصنع الحوض النحاسي الضخم (البحر) الدقيق الصنعة في هيكل سليمان، وقد استقر هذا الحوض على اثني عشر ثوراً نحاسياً، وكذلك لصنع الأعمدة المزينة برمان وسوسن من نحاس.
وتوجد خامة النحاس في شبه جزيرة سيناء وفي العربة، أي المنطقة الصحراوية بين البحر الميت وخليج العقبة. وقد بينت التنقيبات الأثرية أن تلك المنطقة كان فيها مناجم لما كان بنو إسرائيل في مصر، بل قبل ذلك بكثير. وفي تمنة، على بعد 24 كلمً إلى الشمال من إيلات، موقع اخترقته مهاوي المناجم في جميع الاتجاهات وعلى مستويات عدة. والمقالع الأعمق تغور مئات الأقدام تحت سطح الأرض، ولها قنوات للتهوئة.
وفي أيوب 28 وصفٌ لمناجم الفضة والحديد والنحاس، مع أن الفضة لم تكن تستخرج في فلسطين: "حفر منجماً بعيداً عن السكان، بلا موطئ للقدم، متدلين بعيدين من الناس يتدلدلون".
يذهب بعضهم إلى أن العبرانيين أخذوا فن صهر النحاس وصنعه عن القينيين (أو المديانيين)- القبيلة الصحراوية التي تزوج موسى منها. ويرى آخرون أن المجتمعات القديمة أستقر فيها نحاسون وحدادون جوالون. وفي أحد الرسوم على جدران القبور المصرية القديمة صورة لمجموعة آسيويين يستعملون منافخ للنار يبدو أنها مصنوعة من جلد المعزى.
وقد وُجد في بيت شمس فرن صهر يعود إلى زمن القضاة، حيث كان النحاس يُصهر على نطاق ضيق، وتُزاد حدة الحرارة باستخدام أنابيب نفخٍ فخارية أو منافخ أخرى.
كذلك وُجدت أفرانٌ تعود إلى زمن الملك سليمان، بعضُها لمعالجة النحاس، وبعضُها للحديد. وكان الحدادون يأخذون المعدن ويذيبونه في قدر فخارية فوق النار، ثم يشكلون الأدوات مستعملين قوالب حجرية أحياناً. أما نتاجهم الأساسي فكان الأدوات الحربية والمنزلية: رؤوس السهام وأسنة الرماح والحراب، السيوف والخناجر، الفؤوس وسكك الحراثة، المطارق والأزاميل، المسامير والإبر والدبابيس، الملاقط والأساور، الطُّسوت والدِّلاء.
لا نعرف إلى أي مدى بلغ التعدين وصناعتُه في أيام سليمان. فقد اعتقد المنقبون حيناً أنه قد حدثت "ثورة صناعية" صُغرى. إذ اكتشفوا عدة مواقع لمناجم ومصاهر في العربة. والمصاهر ذات أشكالٍ مختلفة- فمنها المدور والمربع وذو الحجرتين. ووجدت أيضاً آثار مضارب يُعتقد أنها كانت مساكن للعمال، ويرجح أنهم كانوا عبيداً. وقد اكتشفت في موقع على رأس خليج العقبة مبانٍ من آجُر تنطبق عليها أوصاف المدينة التي يسميها الكتاب المقدس عصيون جابر. وافترض العلماء أن تلك المباني كانت تابعة لمصنع ضخم لصهر المعادن كان يؤتى إليه بالنحاس حيث يُعد للتصدير بعد صهره الأولي في مواقع المناجم.
ولكن مثل هذه الافتراضات تلقى الآن شكاً متزايداً. فقد برهنت تنقيبات أحدث أن أعمال استخراج المعادن الأوسع نطاقاً قد جرت في فترة أقدم عهداً، سبقت فتح كنعان. أما مباني الآجُر فربما كانت فندقاً كبيراً محصناً على طريق تجاري مهم.
  رد مع اقتباس