+ ولد ميخائيل إبراهيم يوسف فى 20 أبريل عام 1899 ببلدة كفر عبده مركز قويسنا منوفية..
نشأ فى ظلال كنيسة العذراء مريم بكفر عبده.. وإلتحق بمدرسة الكنيسة وفيها تلقى مبادئ القراءة والكتابة والحساب من مرتل الكنيسة..
وكان دائم الصلاة والتسبيح وحفظ الألحان وحضور الإجتماعات، إلى جانب إشتراكه فى خدمة المذبح..
وفى عام 1908 إلتحق بمدرسة تابعة لجمعية (الترغيب فى التهذيب) لإتمام دراسته الإبتدائية.
واتم جزءاً من دراسته بمدرسة الأقباط بقويسنا، ثم بمدرسة الأقباط الكبرى بالقاهرة التى أسسها البابا كيرلس الرابع أبو الإصلاح.
وعين موظفاً بوزارة الداخلية مركز فوه ومركز شبين ثم مركز كفر الشيخ ثم إنتقل إلى ههيا ثم إلى الجيزة.
+ كان كثير التردد على كنيسة مار مينا بمصر القديمة حيث إلتقى بالقمص مينا المتوحد (مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس) وكان موضع إنتباه الشعب والشباب الذين يترددون على الكنيسة بالصورة التقية العجيبة التى تمثلت فى شخص هذا الرجل المتواضع (ميخائيل أفندى) الذى يُقبِّل أعتاب الكنيسة وجدرانها وأيقوناتها حتى يصل إلى هيكلها ساجداً عابداً بدموع وورع.
+ وهو موظف بالجيزة دُعى للكهنوت فى كنيسة العذراء مريم بكفر عبده مسقط رأسه. لبى الدعوة ونال نعمة الكهنوت عام 1951 ثم رُقىَّ قمصاً عام 1952.
+ وقد أراد تحقيق أمنيته بتطبيق مجانية الخدمات فى الكنيسة ولكن لم تلائمه الظروف ففضل أن يبتعد إلى حين عن الكنيسة صوناً لسلامتها معتكفاً لدى أسرته بالقاهرة، متردداً على كنيسة مارمينا بمصر القديمة للتعزية الروحية.
إلى أن دعاه القمص مرقس داود للخدمة بكنيسة مار مرقس بشبرا عام 1956،
وكان يسافر بين الحين والآخر قاصداً كنيسة كفر عبده ليقدم للطلبة واليتيمات ولجميع أخوة الرب المساعدات السخية فى جميع المناسبات.
+ خدمته فى كنيسة مار مرقس بشبرا:
هيأت الحكمة الإلهية أن يقطن القمص ميخائيل إبراهيم بجوار كنيسة مار مرقس بشبرا، وقد سمع القس مرقس داود بتقواه وفضائله فسعى للتعرف عليه وزاره فى مسكنه،
وفى أحد المرات قام القس مرقس داود بصلاة القداس الأول وكان مكلفاً بالقداس الثانى أحد الأباء الرهبان الذى لم يحضر لعذر طارئ، ولكن عمل الله لم يتعطل إذ لمح أبونا مرقس القمص ميخائيل إبراهيم فى ركن بالكنيسة فعرض عليه الخدمة فقبل الدعوة، بعد إنتهاء القداس عرض عليه أمر الخدمة المؤقتة بها فلم يمتنع، وقد جذب بحكمته أفواج الشباب وأصبحت الكنيسة بفضل كاهنيها المثاليين كخلية النحل وقيل عنها (بالكنيسة التى لا تنام) ومازالت إلى الآن ببركة صلوات هؤلاء القديسين.
+ أبونا ميخائيل رجل إيمان ورجل صلاة،
يصلى قبل كل شئ وقبل أى عمل يُقدم عليه مهما كان صغيراً أو كبيراً، صلاة مصحوبة بالمطانيات، أسماء أولاده وأصحاب المشاكل مكتوبة على المذبح لكى يتدخل الرب الإله فيها.
وكان يردد مزمور داود النبى دائماً
أما أنا فصلاه،
كان ممتلئاً من الروح القدس وخاضعاً لإرشاده فلا يعطى فرصة واحدة لنفسه للتكلم بل كان المتحدث دائماً على لسانه هو روح الله القدوس، فكان صوت الله يُسمع من خلال هذا القديس.
+ ويذكر أبونا شنودة ماهر الذى كان أبونا ميخائيل أب إعترافه إنه عرض عليه موضوع ما، فبدأ أبونا ميخائيل يقول إرشاده لكنه توقف وصمت فى منتصف حديثه ولم يتكلم، وقال له انبدأ نصلى معاً ثم قال له أبونا ميخائيل توجيهاً وإرشاد عكس ما قاله قبلاً تماماً. هذا هو عمل الروح القدس معه.
+ أيضاً يذكر لنا أبونا جورجيوس عطا الله هذه الواقعة:
فى يوم 9 مارس 1971 كان أبونا ميخائيل مريضاً بذبحة قلبية وكان ممنوعاً من الزيارة، وكان عندى محاضرة ألقيها فى الجامعة الأمريكية فعلمت بخبر إنتقال ونياحة قداسة البابا كيرلس السادس.
فذهبت إلى البطرخانة كى ألقى عليه النظرة الأخيرة، وكان جالساً على الكرسى والناس تأخذ بركته، فرجعت بعدها إلى الكنيسة وكنت فى حالة إعياء شديد وضيق بسبب وفاة هذا القديس ومرض أبى الروحى أبونا ميخائيل،
وفى ظل هذا التعب وإذ بى أجد إبن إبنة أبونا ميخائيل يبلغنى بأن أبونا يريد مقابلتى، فذهبت فوراً وقبل دخولى إلى حجرته طلبت منى إبنته بصوت منخفض ألا أفصح لأبونا خبر إنتقال سيدنا البابا كيرلس حتى لا يتأثر وهو مريض،
فدخلت وجلست معه قليلاً ثم حاورنى وطلب منى أن أفتح الدولاب الخاص به فأطعته فقال يوجد ظرف به نقود عدها وربنا يسد عنى وعنك يا سيدى وقرأت الأسماء الموجودة على الظرف الخاص بإخوة الرب ثم طلبت الإنصراف ولكنه طلب منى أن أجلس بعض الوقت،
جلست فبدأ ينظر إلى نظرات غريبة لم أراها منه من قبل، وكأنه منتظر أن أبلغه شيئاً، ولكنى لم أتكلم خوفاً على صحته، فقال لى:
أنت دريت(علمت) البابا كيرلس وصل قبلنا،
فتعجبت جداً فلم يخبره أحد قط، وسألته من الذى أبلغك بذلك فلم يرد على، كررت السؤال ثلاث مرات ولكنه لم يرد على، حقاً كان روح الله يرشده ويفصح له عما هو خفى.
+ وأيضاً عندما كان الكرسى البطريركى خالياً فقد علم أبونا ميخائيل بأن البطريرك الجديد هو قداسة البابا شنودة الثالث الذى كان أسقفاً للتعليم وقتذاك، وقد أبلغ ذلك الخبر لأبونا شنودة ماهر وكلفه أن يخبر الأنبا شنودة بذلك.
حقاً كان روح الله يرشده ويعلمه بأمور خفية.
ويذكر لنا أبونا شنودة ماهر أيضاً أنه كان يريد أن يكرس حياته لخدمة الرب فسأل أبونا ميخائيل فى ذلك فقال له أبونا أذهب للشغل، فتعجبت جداً وسألته عن ما هى العلامات التى يعطيها الرب للخادم حتى يكرس حياته مفق مشيئة الله - فكان رد أبونا ميخائيل (لما يحصل لك كذا وكذا وكذا) وكانت أشياء غريبة صعبة الحدوث كما يصفها أبونا شنودة، وبعد ثلاثة شهور تم قول أبينا بالضبط فرجعت له ووافق على تقديم إستقالتى التى قبلت بسهولة عجيبة نتيجة فاعلية الصلاة لهذا القديس.
+ كان إيمانه بعلامة الصليب قوياً جداً
حيث أن كل من يقابله يرفع يده اليمنى ويرشم علامة الصليب على جبهته فينال هدوء وسكينة وإطمئنان وتذهب عنه كل المشاكل والأتعاب، كان يدرك بإختبار إنجيلى مدى أهمية التسليم للرب يسوع لكى يدبر حياته كما يليق وفق إرادته،
فكان يقبل كل ما يسمح به الرب فى حياته من التجارب والألام التى جازت فى نفسه ءخاصة عندما إنتقل طفليه فليمون وبولس فى آن واحد إلى السماء، ثم إنتقال إبنه البكر الدكتور إبراهيم وإنتقال زوجته الفاضلة إلى السماء، ولكن تعزيات الروح القدس كانت تملأ قلبه.