يقول القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس ( التزيننزى ) : ( حينما اساهد عظمه السعادة التى يربحها الانسان بالموت , وتفاهه ما يخسره بفقدان الحياة , لا استطيع احتمال شوقى المضطرم الى السماء , فاهتف نحو الله قائلا : متى يالهى تنتشلنى من هذه الحياة وتسكنى وطنى العزيز ) !!
السسيد المسيح فى تعليمه عن الانسان والسماء
ان التأمل فى الأناجيل المقدسه يجدها زاخرة بتعبيرات كثيرة اوردها رب المجد تبيانا لصلة الانسان الصلية بالسماء , ولا عجب فالسيد المسيح هو اول من ربط الانسان بالله فى صورة قوية واضحة تنم عن الاصالة والحب . لقد دعا سلام ونعمة من ربنا يسوع المسيح ذاته ط ابن البشر وابن الانسان " بينما دعا البشر " أبناء الله " وبعبارة أخرى و لقد جعل الله ابا للبشر , هذه ثمرة مباشرة لسر التجسد الالهى وتعبر كنيسيتنا عن ذلك فى ثيؤطوكية يوم الجمعة فى التسبحة السنوية فتنقول عن المسيح : هو أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له أى الجسد و وأعطانا الذى له و أى مشاركتنا علوا ) أخذ الذى لنا أى الجسد , واعطانا الذى له , اى مشاركتنا بطبعته الالهية ( بطرس الثانية : 1 : 4 ) .
كان يحلو للمسيح استخدام تعبير " الاب السماوى , أبوكم السماوى و أبوكم الذى فى السموات . بلا شك تعبير عن الرابطة الوثيقة بيننا وبين الله ومن ناحية , وتمييز عن الابوة الجسدية الارضية من ناحية أخرى . ولعل سلام ونعمة من ربنا يسوع المسيح حينما قال : " لا تدعولكم ابا على الارض". انما كان يقصد ارتباطنا بالاب السماوى كعائل لنا .