عرض مشاركة واحدة
قديم 06 - 02 - 2013, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 660 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,310,240

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل

655 - ونحن نعبر الحياة نسير احيانا ً مع التيار واحيانا ً ضد التيار .. أحيانا ً يكون الجو صحوا ً والريح تهب معنا واحيانا ً تكون الريح مضادة ، فإذا سرنا مع التيار سهل سيرنا وكان العبور مريحا ً ميسورا ً ، واذا ابحرنا والريح معنا ، تملأ قلوعنا وتدفعنا نحو مقصدنا بسلاسة وسرعة . والعكس حين يكون التيار ضدنا والريح فنقاوم ونقاسي ونصارع ونكافح . وقد يكون التيار الذي معنا تيار العالم الذي يبدو معنا ويقودنا الى حيث لا نريد . وقد تكون الريح التي تهب تملأ قلوعنا ريحا ً مخادعة تدفعنا الى حيث لا نذهب . وحين نكتشف ذلك ، وطوبى لمن يكتشفه مبكرا ً ، نشمر عن سواعدنا ونقاوم . ويطول الصراع او يقصر ، لكننا في ذلك كله ننظر الى الله نترجى عونه ومساندته ، وتتعالى الامواج وتصخب الريح ويهدر الرعد ويلمع البرق ونرتعب ونخاف ، لكننا في استمرارنا في المقاومة وفي حرارة طلبنا عون الرب يجيء . يجيء حتى في الهزيع الرابع ، حتى حين يهاجمنا اليأس ، حتى حين يغزو قلوبنا الشك . حينئذ ٍ وقبل أن نخور ، قبل أن يجرفنا التيار ، قبل أن تحطم سفينتنا الريح يجيء . يجيء بقدرة ٍ ، يجيء بقوة ٍ ، يجيء ماشيا ً على البحر فوق الريح والعاصفة . لكننا احيانا ً نختار التيار السريع والريح السهلة . نرتب لانفسنا حياتا ً تتفق وميولنا ورغباتنا وشهواتنا . ونركب التيار نسترخي ونسلم أنفسنا ومصيرنا لتيار رغباتنا . ونتعلق بالريح ، نترك مجاذيفنا ونستسلم للريح الذي يهب وفق شهواتنا . ولا نفيق الا وقد جذبنا التيار وحملنا واندفع بنا نحو الشلال . ولا نستيقظ الا وقد دفعنا الريح واندفع بنا في اتجاه الصخور .ونقفز ، نقاوم ونصارع ونحاول تتغير الاتجاه والعودة الى الطريق . وفي خضم الصراع نرفع اعيننا نطلب عون الله وخلاصه . ويجيء ، يجيء في وقته قبل أن يبتلعنا الشلال وقبل ان تحطمنا الصخور . عينه دائما ً علينا لا تغفل ولا تنام . دائما يوجد عند متناول طلباتنا .. إن كان التيار الذي يجرفك من التجارب حولك أومن اختيارك وحدك . إن كانت الريح التي تدفعك من الخارج أو من داخلك ، فاصرخ اليه يجيء ويأتي ويعين ويخلّص . قد يتأنى لتقوية ذراعيك . قد لا يقبل في الهزيع الأول أو الثاني أو الثالث لتثبيت ايمانك لكنه لا بد سيجيء . انظر اليه عبر التيار تره ، اخترق الريح تجده .