عرض مشاركة واحدة
قديم 29 - 01 - 2013, 09:17 AM   رقم المشاركة : ( 42 )
the lion of christianity Male
سراج مضئ | الفرح المسيحى


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1024
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : U.S.A
المشاركـــــــات : 753

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

the lion of christianity غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مريم العذراء للمطران كيرلس سليم بسترس



تمهيد:

سنة 1963 نشر ماكس توريان، وهو أحد إخوة دير تيزيه البروتستنتيّين، كتابًا عنوانه "مريم أمّ الربّ ورمز الكنيسة"، أوضح فيه نظرة الفكر البروتستنتي (الذي يدعى اليوم "الإنجيلي") في مريم العذراء، ولا سيّما أفكار المصلحين الأوائل الذين انطلقت منهم مختلف الكنائس البروتستنتيّة. لقد تطوّرت تلك الكنائس وتشعّبت كثيرًا، بحيث يستحيل تكوين فكرة واضحة عن تعليم البروتستنتيّة في مريم العذراء. فالفكر البروتستنتي يتمتّع في هذا الموضوع بكثير من الحرّية. فالكتاب المقدّس هو مصدره الأوحد، والسيّد المسيح المخلّص هو محور تفكيره، والإيمان بالكتاب المقدّس وبالمسيح المخلّص هو ركيزة حياته وروحانيّته. لذلك يبدو في نظره هامشيًّا كلّ ما يقال عن مريم العذراء، وينتقد الكاثوليكيّين والأرثوذكسيّين متّهمًا إيّاهم بالمغالاة والتطرّف في إكرام العذراء، وكأنّه يخشى أن ينقص الإكرامُ المؤدّى للعذراء مريم من الاهتمام بالسيّد المسيح المخلّص الأوحد والوسيط الأوحد بين الله والناس.

لقد بيّنا في كل صفحات هذا الكتاب أنّ إكرامنا لمريم العذراء لا يقود إلى التنقيص من أهمّية الخلاص بالمسيح ولا إلى إنكار وحدانيّة وساطة المسيح. إنّ إكرامنا لمريم العذراء يستند إلى كونها أمّ المسيح، وشفاعتها ترتكز على ارتباطها بوساطة المسيح. وهذه العلاقة بين مريم العذراء وابنها المسيح الربّ هي التي يؤكّدها المصلحون الأوائل، في مختلف النقاط المرتبطة بمريم العذراء.



1- مريم العذراء والدة الإله


إنّ لقب "والدة الإله" الذي أعلنه مجمع أفسس يجد تأييدًا لدى لوثر وزفينكلي، فيما يبقى كالفين متردّدًا حياله.

سنة 1539 كتب لوثر مقالة بعنوان "في المجامع والكنائس"، جاء فيها: "هكذا لم يأت مجمع أفسس بشيء جديد في الإيمان، وإنّما دافع عن الإيمان القديم ضدّ ضلال نسطوريوس الجديد. فالقول إنّ مريم هي والدة الإله كان في الكنيسة منذ البداية، ولم يخلقه المجمع جديدًا، بل قاله الإنجيل أو الكتاب المقدّس. ففي القدّيس لوقا (1: 32)، نجد أنّ الملاك جبرائيل بشّر العذراء بأنّ ابن العليّ سوف يولد منها. وقالت القدّيسة أليصابات: "من أين لي هذا أن تأتي أمّ ربّي إليّ؟" وأعلن الملائكة معًا يوم الميلاد: "اليوم ولد لكم مخلّص، هو المسيح الربّ" (لو 1: 11). وكذلك بولس الرسول: "أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة" (غلا 4: 4). هذه الأقوال التي أؤمن بصحّتها تدعم، وبكلّ تأكيد، الحقيقة القائلة إنّ مريم هي والدة الإله". أمّا زفينكلي فقد كتب سنة 1524 عظة عن "مريم الدائمة البتوليّة الطاهرة والدة الإله"، استعمل فيها بحرّية لقب "والدة الإله"، وأعلن في مقطع منها نافيًا اتّهامات ذوي الإرادة السيّئة الذين ادّعوا أنّهم سمعوه يتحدّث عن مريم بأنّها امرأة خاطئة شبيهة بأيّة خليقة، قال: "لم أفكّر إطلاقًا، ولم أعلّم، ولم أقل جهرًا عن العذراء الطاهرة، مريم أمّ مخلّصنا، أيّ قول معيب أو شائن أو سيّئ".

وكتب بولينجر خلف زفينكلي على زوريخ، ينتقد نسطوريوس الذي رفض تسمية العذراء بلقب "والدة الإله". وكذلك كتب القسّ الفرنسي شارل دريلانكور: "بسبب هذا الاتّحاد المتين غير المدرك (بين طبيعتي المسيح)، فإن ما يناسب إحدى الطبيعتين يمكن أن يُنسَب إلى الشخص بشكل عام. لهذا قال بولس الرسول: "إنّ اليهود صلبوا ربّ المجد" (1 كو 2: 8). ولا نرى أيّ صعوبة في القول مع الأقدمين إنّ العذراء هي والدة الإله، لأنّ الذي ولدته هو الإله الفائق كل شيء، المبارك إلى الأبد" (رو 9: 5).


  رد مع اقتباس