عرض مشاركة واحدة
قديم 29 - 01 - 2013, 08:40 AM   رقم المشاركة : ( 14 )
the lion of christianity Male
سراج مضئ | الفرح المسيحى


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1024
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : U.S.A
المشاركـــــــات : 753

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

the lion of christianity غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب مريم العذراء للمطران كيرلس سليم بسترس



5- مريم العذراء في ميلاد السيّد المسيح (لو 2: 1- 20؛ متّى 2: 1- 23)

أحداث ميلاد السيّد المسيح يرويها كلّ من لوقا ومتّى، وفي كلتا الروايتين يبدو دور مريم مرتبطاً ارتباطاً وثيقًا بدور ابنها: فهي، في إنجيل لوقا، "أمّ المخلّص، المسيح الربّ" (لو 2: 11) الذي أنشد لميلاده الملائكة في السماء والرعاة على الأرض، وفي إنجيل متّى "أمّ الملك" (متّى 2: 2) الذي جاء المجوس من المشرق ليسجدوا له (متّى 2: 2، 8، 11). مريم في هذه النصوص الإنجيلية تعطي المسيح للعالم وتشهد لما صنعه الله للعالم من عظائم إذ أرسل إلينا الربّ يسوع المسيح مخلّصاً وملكًا.

رواية ميلاد السيّد المسيح في لوقا (2: 1- 20) تركّز على ظهور خلاص الله في طفل وضيع من نسل داود: "وصعد يوسف أيضاً من الجليل، من مدينة الناصرة، إلى اليهودية، إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم -فإنّه كان من بيت داود ومن عشيرته- لكي يَكْتَتِب مع مريم خطيّبته التي كانت حُبلى. وفيما كانا هناك تمَّت أيّام وضعها، فولدت ابنها البكر فقمَّطته وأضجعته في مذود، إذ لم يكن لهما موضع في النّزل" (2: 4- 6). ميلاد وضيع: طفل من نسل داود يُضجعَ في مذود. إنجيل يعقوب المنحول يذكر ميلاد يسوع في مغارة: "وجد يوسف هناك مغارة" (18: 1). إلاّ أنّ هذا الطفل هو "المخلّص المسيح الرب"، بحسب قول "ملاك الربّ" للرعاة. طفل وضيع، مذود حقير، رعاة فقراء، وامرأة عذراء: هذا هو الإطار الذي يظهر فيه "مجد الربّ" (آية 9). في ضعف الإنسان تظهر قدرة الله، لكي يتبيّن جليًّا أنّ الخلاص ليس من إنسان بل من الله. لذلك "انضمّ بغتة إلى الملاك جمهور من الجند السماويّين يسبّحون الله ويقولون: المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام للناس الذين بهم المسرّة" (أي مسرّة الله ورضاه) (2: 13- 14).

إزاء خلاص الله نرى الرعاة "يخبرون بما قيل لهم عن هذا الصبيّ" (2: 17)، ثمّ في نهاية الرواية "رجع الرعاة وهم يمجّدون الله، ويسبّحونه على جميع ما سمعوا وعاينوا، على حسب ما قيل لهم" (2: 20). و"كلّ الذين سمعوا أعجبوا بما قال لهم الرعاة" (2: 18). نحن هنا إزاء عمل الله الذي يملأ الناس إعجابًا وتسبيحًا. وتنتقل أناشيد التمجيد من الملائكة في السماء إلى الرعاة على الأرض.

"وأمّا مريم فكانت تحفظ هذه الأقوال (أو الأمور) كلّها، وتتأمّل فيها في قلبها" (لو 2: 19). "على مرّ السنين، طوال حياة يسوع الخفيّة في بيت الناصرة ظلّت مريم، هي أيضاً المستترة في الله" (كو 3: 3) في الإيمان. وفي الواقع، إنّ الإيمان هو اتّصال بسرّ الله. ومريم على اتّصال دائم ويوميّ بالسرّ اللاموصوف، سرّ الإله المتجسّد، وهو سرّ يتجاوز كلّ ما أوحي به في العهد القديم".




  رد مع اقتباس