عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 01 - 2013, 09:40 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

كيلارا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بحث متكمل عن بولس رسول الأمم

وعند مغادرته كورنثوس في طريقه إلى سورية، رافقه أكيلا وبريسكلا حتى أفسس، وفي أفسس انفسح المجال أمام بولس ليتكم فى المجمع، ولكنه رأي تأجيل الكرازة في المدينة إلى وقت لاحق، إذ يبدو أ نه كان ما هناك يعجِّل بذهابه إلى أورشليم ( أع 18 : 18 ـ 21 ). وأخيراًوصل إلى قيصرية بعد رحلة بحرية طويلة، ثم ذهب إلى أورشليم ليسلم على الكنيسة هناك، وبعدها ارتحل شمالاًإلى أنطاكية سورية ( أع 18 : 22 ).

الرحلة التبشيرية الثالثة :

اتجه بولس ـ أساساًـ فى رحلته التبشيرية الثالثة إلى الخدمة زمناًكافياًفى أفسس، تلك المدينة التي توقع الرسول أن يصل إليها في مستهل رحلته التبشيرية الثانية، والتي كانت تبشر بحصاد طيب للكرازة بالإِنجيل عند زيارته القصيرة لها منذ عام سابق. ويقدم لنا سفر الأعمال ( 18 : 23 ـ 21 : 16 ) موجزاًمختصراًعنها، ولكن يمكننا الحصول على تفصيلات آخري من رسائله. وقد استغرقت هذه الرحلة الثالثة من 53 ـ 58 م تقريباً.

أ- خدمة ممتدة في أفسس : بعد أن زار بولس الكنائس في كورة غلاطية وفريجية يشدد جميع التلاميذ ( أع 18 : 23 )، جاء إلى أفسس، وكذلك المدينة تتميز بمصدرين للقوة تعتمد عليهما في حياتها وازدهارها، كان أولهما هو موقعها الممتاز كمركز للتجارة لأن أفسس كانت ميناء هاماًعلى بحر إيجه تربط البلاد الخارجية بالمدن الداخلية في ولاية أسيا الرومانية، ولكن بسبب الرواسب الطينية التي كان يجلبها نهر مياندر إليها، كانت أهمية المدينة كمركز تجارى، قد أخذت في الاضمحلال في أيام الرسول بولس. وقد بذلت جهود كبيرة لتحسين حالة الميناء. وفي 65م. تمت محاولة على نطاق واسع، ولكنها لم تسفر عن شيء ذي قيمة.

وكان العامل الثاني في أهيتها هو عبادة أرطامسيس ( ديانا ) الهة الخصب، والتي كان لها عدد كبير من الثدى، وكان هيكلها إحدى عجائب الدنيا السبع. والعلاقة بين أرطاميس أفسس، وأرطاميس اليونانية، يكتنفها الغموض الشديد، فمع أنها فى صفاتهما المميزة كانتا جد مختلفتين، فإن عامة الشعب كثيراًما كانوا يخلطون بينهما. وباضمحلال أهمية أفسس التجارية، اصبح ازدهار المدينة متوقفاًعلى أفواج السياح والحجاج القادمين لزيارة هيكل أرطاميس. وفى زمن الوصول بولس، كان شعب مدينة أفسس ـ رغم ما يحيط بهم من مظاهر الغنى الغابر، الذى كانوا مازالوا يستمتعون ببعض ثماره ـ يدركون الخطر المحدق بمدينتهم كالمركز التجاري والسياسي لأسيا، وبدأ يتزايد اعتمادهم على هيكل أ رطاميس كمورد اقصتادي لهم.

وعندما وصل بولس إلى أفسس، وجد اثني عشر رجلاًسبق ان اعتمدوا بمعمودية يوحنا ، وليس ثمه دليل على انهم كانوا مسيحيين حقيقة. وعندما سمعوا إنجيل يسوع المسيح، اعتمدوا باسم الرب يسوع ( أع 19 : 1 ـ 7 ). وهذه القصة ـ بهذا الإِيجاز الشديد ـ تبدو صعبة التفسير، فالأرجح أن أولئك الاثني عشر ( قبل لقائهم مع بولس ) كانوا أعضاء في طائفة ترى في يوحنا المعمدان ذروة إعلانات الله في تلك الحقبة من تاريخ تدبير الفداء،بل لعله كان عندهم معادلاًللمسيا نفسه. وما جاء في إنجيل يوحنا ( 1 : 9 ـ 34، 2 : 22 ـ 3 : 36 ) إنما هو لدحض أي فكر عن أفضلية يوحنا عن يسوع، ولذلك مع التوكيد على رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة فى الرسالة إلى أفسس ( 4 : 5 )، مما قد يدل على أنه كان هناك حرب يتشبع ليوحنا المعمدان داخل الدوائر المسيحية بين اليهود في أسيا في القرن الأول ( مع افتراض العلاقات الافسسية بين إنجيل يوحنا والرسالة إلى أفسس )، ولابد أنه في وسط مثل هذه الجماعة ـ وبخاصة قبل أن تتبلور الأمور تماماًـ كان يوجد البعض من يوقرون يوحنا المعمدان، مع انتظارهم لمن هو أعظم،بينما كان البعض الآخر لا يذهبون في ولائهم إلى ما وراء يوحنا المعمدان، بل لعله كان في نظرهم اعظم من يسوع.

ويبدو أن ابولس كان من الفريق الأول، فالبرغم من أنه كان من جماعة يوحنا المعمدان، وقد تعلم بتدقيق ، كان فى حاجة إلى أن يشرح له أكيلا وبريسكلا طريق الرب بأكثر تدقيق ( أع 18 : 24 ـ 28 ). إلا أنه ـ على ما يبدو ـ لم يكن ضيق الأفق رغم أنه كان عارفاًمعمودية يوحنا فقط لأن معمودية يوحنا كانت تعتبر مقدمة لقبول مسيا الله، وعندما شرح له أكيلا وبريسكلا الأحداث التي تلت معمودية يوحنا، وما تعنيه، بادر بالقبول. ومن العجيب ألا يذكر شيء عن اعتماده باسم المسيح، ولكن من الخطأ الشديد أن نبني رأياًعلى مجرد الصمت.

واستغرقت خدمة الرسول في أفسس نحو ثلاث سنوات، وهى مسجلة بكل إيجاز في الأصحاح التاسع عشر من سفر الأعمال. وكم كنا نتمنى معرفة تفصيلات أوسع. لقد ظل بولس يجاهر في المجمع ثلاثة أشهر محاجاًومقنعا في ما يختص بملكوت الله ( أع 19 : 8 )، كان يتحدث إلى من سبق لهم أن رجبوا به ( أع 18 : 19 و 20 ). وكانت مدة خدمته هناك أطول من أي مدة آخرى اتيحت له للكلام في مجمع يهودي. وعندما ثارت في وجهه المعارضة في المجمع، انتقل إلى مدرسة تيرانس حيث واصل كرازته مدة سنتين، وفى تلك الأثناء سمع كلمة الرب يسوع جميع الساكنين فى اسيا من يهود ويونانيين ( أع 19 : 9و 10 )، وهكذا كانت كلمة الرب تنمو وتقوى بشدة مصحوبة باجراء معجزات كثيرة من شفاء مرضى وإخراج أرواح شريرة، ونقض أعمال السحرة ( اع 19 : 11 ـ 20 ). ومن افسس، والأرجح عن طريق من آمنوا على يد بولس، وصل الإِنجيل إلى جميع الساكنين في مقاطعة أسيا وتأسست كنائس في أماكن آخرى ( أع 19 : 10 مع كو 1 : 7، 2 : 1، أنظر أيضاًرسائل إغناطيوس ). وبعد أن أرسل تيموثأوس وأرسطوس إلى مكدونية وأخائية، ليث هو زمانا في أفسس ( أع 19 : 21 و 22 ).

وفى ختام خدمته في أفسس، ثار شغب ضده وضد كرازته، لأن الإِنجيل قد جعل الكثيرين يتحولون عن عبادة أرطاميس الوثنية، مما أثر في اقتصاد المدينة باعتبارها مركزاًللحجاج، وكان ديمتريوس ورفقاؤه من صائغي الفضة يكسبون كثيرا من صنع تماثيل صغيرة لأرطاميس لبيعها للحجيج. وعندما بدأت كرازة بولس تؤثر في مكاسبهم، سعوا إلى اثارة الشعب ضد المرسلين المسيحيين، وإنعإش عبادة أرطاميس ( أع 19 : 23 ـ 28 )، فخطفوا غايس وأرسترخس المكدونيين رفيقي بولس، وأخذوهما إلى مسرح المدينة، وظلوا في صراخهم وهنافهم نحو ساعتين قائلين : عظيمة هى أرطاميس الأفسسيين ( أع 19 : 29 ـ 34 ). وأراد اليهود أن يفصلوا أنفسهم عن المسيحيين، فدفعوا بواحد منهم ـ هو اسكندر ـ إلى المشهد لهذا الغرض،ولكن اليهود كانوا بغيضين عند الجماهير الهائجة، مثلهم مثل المسيحيين تماماً، إذ كان اليهود والمسيحييون ينادون بإله غير منظور ويرفضون كل الأوثان، وهكذا رفضت الجموع الاستماع لاسكندر ( أع 19 : 33و 34 ) وأراد بولس أن يدخل في المشهد ليحتج أمام الجموع، ولكن الجموع كانت فى حالة من الهياج راي معه المسيحيون وبعض رجال السلطة المحلية، منعه من ذلك ( أع 19 : 30 و 31 ). وأخيراًاستطاع كاتب المدينة أن يصرف الجمع على أساس أن كرامة المدينة التي يحرصون عليها، لابد أن تتأثر ـ فى نظر روما ـ بهذا الشغب، وأن أي شكوى لديمتريوس والصناع، يجب أن ترفع إلى السلطات الشرعية ( أع 19 : 35 ـ 41 ). وإذ عرف بولس أنه قد تمم خدمته في أفسس، وأن بقاءه بها لابد أن يثير عداوات أشد، قرر أن يذهب هو ومن معه إلى مكدونية ( أع 20 : 1 ).

ولا شك في أن لوقا لم يسجل إلا القليل من الأضطهادات التي ثارت في الفترة الأخيرة من خدمة بولس في أفسس. ومع أنه لا دليل على أن الرسول قد تعرض للسجن في خلال هذه المدة بناء على حكم من محكمة شعبية ـ كما يزعم البعض ـ فإن إشاراته، فيما بعد، إلى أحداث أسيا تدل على أنه واجه صعوبات كثيرة سببت له أوجاعاًوجراحاً. ولا شك في أن عبارته : قد حاربت وحوشاًفي أفسس ( اكو 15 : 32 ) ـ التي يحتمل أنها مجرد إستعارة للدلالة على المقاومة العنيفة ( لاحظ العبارة السابقة لها : أموت كل يوم فى العدد 31 ) ـ إنما تدل على فظاعة ما تحمله هناك. والأرجح أيضاًأن إشارته إلى مخاطرة أكيلا وبريسكلا بعنقيهما من أجل حياته ( رومية 16 : 3 )، وقوله بأننا تثقلنا جداًفوق الطاقة حتى أيسنا من الحياة أيضاً( 2كو 1 : 8 ـ 11 )، إنما يشيران إلى وقائع حدثت في أثناء خدمته في أفسس.

ب- اتصاله المستمر بالكنائس : كان بولس على اتصال مستمر بالمسيحيين في كورنثوس في أثناء رحلته التبشيرية الثالثة، فبينما كان في أفسس كتب لهم رسالة بخصوص الانفصال عن الخطاة ( اكو 5 : 9 و 10 )، ويرى البعض أن هذه الرسالة لم تصل إلينا أو أن جزءاًمنها موجود في الرسالة الثانية إلى كورنثوس ( 6 : 14 ـ 7 : 1 ). وقد وصله الرد على الرسالة من بعض أعضاء الكنيسة ( اكو 7 : 1 ) طالبين رأيه في أمور تتعلق بالزواج ومشاكله في كورنثوس، والأطعمة التي خصصت أصلاًللأوثان واحتشام المراة فى أثناء العبادة، وممارسة عشاء الرب، والمواهب الروحية. ويحتمل أيضاًأنهم سألوه عن معنى القيامة وطبيعتها. وفى نحو ذلك الوقت، جاءه البعض من كورنثوس ـ يسميهم هو أهل خلوي ( اكو 1 : 11 ) ـ وأخبروه بوجود انقسامات عميقة ومُرَّة داخل الكنيسة. كما أنه علم من الإشاعات المتناثرة ( اكو 5 : 1 ) أنه يوجد بينهم زنى فاحش، كما يوجد بينهم دعاوى منظورة أمام المحاكم العامة.

وللإِجابة على كل هذه، كتب الرسول في لهجة شديدة رسالة ثانية، هي التي نسميها الآن الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس. ويبدو أن المشاكل في كنيسة كورنثوس قد أسفرت عن معارضة سلطان بولس ونقد تعليمه، مما اضطر معه إلى القيام بزيارة أليمة لمدينة كورنثوس لمعالجة الأمور في الكنيسة ( 2كو 2 : 1، 12 : 14، 13 : 1 ). ويحيط الغموض بهذه الزيارة التي يتحدث عنها في رسالته الثانية إلى كورنثوس، إذ لم يذكر لوقا شيئاًعنها في سفر الأعمال، ويحتمل ـ أو لا يحتمل ـ أنها الزيارة التي قام بها تيموثاوس وأرسطوس ( أع 19 : 22 )، أو تيطس ( 2 كو 12 : 17 و 18، مع 2 : 13، 7 : 6 و 13 و 14، 8 : 6 و 16 و 23 ). ولكن يبدو أنها لم تكن زيارة ناجحة تماماً، بل كانت زيارة محزنة، فقد ظل الرسول يوجه إليهم التوبيخ، فقد اتهمه معارضوه بأنه في الحضرة ذليل وأما في الغيبة فمتجاسر ( 2كو 10 : 1 )، كما قالوا إن الرسائل ثقيلة وقوية وأما حضور الجسد فضعيف والكلام حقير ( 2كو 10 : 10 ).

ثم غادر بولس أفسس متوجهاًشمالاًإلى ترواس، ولكن لم تكن له راحة في نفسه من جهة الأحوال في كورنثوس، ولأنه لم يجد تيطس في انتظاره هناك، حيث كان يرجو أن يعرف منه الأحوال في كورنتوس، فخرج إلى مكدونية دون أن يواصل الشهادة في ترواس ( 2 كو 2 : 12 و 13 ). وفي مكدونية ( وعلى الأرجح في مدينة فيلبي ) تسلم تقرير تيطس، فأرسل إليهم ـ كرد عاجل ـ الرسالة المعروفة لنا باسم الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس. ويزعم البعض أن الرسالة الصارمة ( 2كو 10 : 13 ) سبقت رسالة المصالحة ( 2 كو 1 ـ 9، بما فيها 6 : 14 ـ 7 : 1 أو بدونها ). ومع أن هذا افتراض ممكن، إلا أنه ليس هناك ما يستلزمه.

ومن الأمور التي شغلت بولس فى رحلته التبشيرية الثالثة، الجمع من أجل القديسين المحتاجين فى أورشليم. وقد أوصى كنائس الأمم فى غلاطية وأسيا ومكدونية وأخائية بهذا الخصوص ( رو 15 : 25 ـ 32، 1 كو 16 : 1 ـ 4، 2كو 8، 9 ). لقد كان هذا عملاًعظيماًمن أعمال المحبة، شبيه بما فعلته كنيسة أنطاكية من قبل. ولكن علاوة على ذلك لقد رأى بولس في ذلك العمل رمزاًللوحدة يساعد المؤمنين من الأمم على إدراك أنهم مدينون للكنيسة الأم فى أورشليم، وإعطاء المؤمنين من اليهود صورة عن صدق الإِيمان الموجود في كنائس الامم.

وفى أثناء الرحلة التبشيرية الثالثة، كرز بالإِنجيل فى المناطق الغربية حتى الليريكون ( رومية 15 : 19 )، ولا يمكن الجزم بما إذا كان الرسول بولس نفسه قد ذهب إلى هذه المنطقة، أو أن بعض المؤمنين من مكدونية ذهبوا وكرزوا هناك بالإِنجيل.

وبعد أن صرف بولس بعض الوقت في كنائس مكدونية، ذهب إلى كورنثوس حيث صرف ثلاثة أشهر ( أع 20 : 2و 3 ). وكنا نتمنى لو عرفنا أكثر عن زيارة هذه الأشهر الثلاثة وعلاقة بولس بالكنيسة هناك وبخاصة بعد رسائله إليها، ولكن سفر الاعمال لا يذكر شيئا من هذه التفصيلات.

وكتب الرسول فى أثناء اقامته في كونثوس، وقبيل عودته إلى أورشليم، رسالته إلى الكنيسة فى رومية ( رو 15 : 17 ـ 33 ). لقد تمت الكرازة بالإِنجيل للعالم اليوناني في القسم الشرقي من الأمبراطورية ( رو 15 : 19و23 ). لقد أوقدت النار وأخذت اللهب فى الانتشار، فأراد بولس أن ينقل خدمته إلى العالم اللاتيني فى الغرب حتى أسبانيا ( رو 15 : 24 ). وواضح أنه كان يريد أن يتخذ من كنيسة رومية قاعدة لعملياته، كما كانت الكنيسة فى أنطاكية سورية قاعدة له من قبل. لقد ود في وقت من الأوقات أن يذهب مباشرة من أخائية إلى رومية، ولكن كان عليه أن يحمل هو بنفسه عطايا كنائس الأمم إلى أورشليم، ليكون لها المعنى الكامل الذى أراده لها ( رو 15 : 22 ـ 32 ). لذلك رأى أن يرسل إلى المؤمنين فى رومية ـ الذين لم يسبق له رؤيتهم، ليمهد لزيارته المنتظرة ـ رسالة يتحدث إليهم فيها عن بر الله.

ورسالته إلى رومية هى أطول رسائله وأكثرها تنسيقاً، بل هى تفسير شامل للإِنجيل أكثر منها مجرد رسالة، حتى زعم البعض أن بولس قد كتبها في زمن مبكر من خدمته، ونشرها على كنائس الأمم التي اسسها، كنوع من البحث،لإِعطاء صورة موجزة عن رسالته. وعندما أراد توجيهها إلى الكنيسة فى رومية، أضاف إليها العناصر الشخصية في الأصحاحين الخامس عشر والسادس عشر. ويرجع هذا الرأى إلى محاولة تفسير الشكوك التي ساورت الكنيسة الأولى عن علاقة هذين الأصحاحين بباقي الرسالة، وإلى عدم وجود عبارة في رومية ( 1 : 7و15 )، فى بعض المخطوطات الثانوية، ووجود تسبيحتين ختاميتين في هذين الأصحاحين ( 15 : 33، 16 : 27 ).

وإذ اكتشفت مكيدة اليهود التي دبروها لقتله وهو على سطح السفينة اليهودية فى طريقة إلى أورشليم، رأى أن يرجع برًّا عن طريق مكدونية ( أع 20 : 3 )، وقد رافقه ممثلون للكنائس : سوباترس البيري، وأرسترخس وسكوندس من تسالونيكي، وغايوس من دربه، وتيموثأوس من لسترة، وتيخيكس وتروفيموس من أهل أسيا ( أع 20 : 4 ) وهكذا كانت المراكز الرئيسية في حقل الخدمة بين الأمم ـ فيما عدا فيلبي وكورنثوس ـ ممثلة في أولئك الرفاق. ويحتمل أن لوقا كان يمثل الكنيسة في كورنثوس كممثل لها ( انظر 1 كو 16 : 4 ) .

وقد قضى بولس أيام الفطير في فيلبي، بينما ذهب رفقاؤه ـ من كنائس الأمم ـ إلى ترواس ( أع 20 : 5و6 ). وفى أول الأسبوع إذ كان التلاميذ في ترواس مجتمعين ليكسروا خبزا خاطبهم بولس.. وأطال الكلام إلى نصف الليل حتى تثقل شاب اسمه افتيخوس، بنوم عميق، فسقط من الطبقة الثالثة إلى أسفل وحمل ميتاً، فنزل بولس ووقع عليه واعتنقه.. وأتوا بالفتى حيًّا وتعزوا تعزية ليست بقليلة ( أع 20 : 6 ـ 12 ).

وكان بولس يود أن يكون فى أورشليم في يوم الخمسين ( أع 20 : 16 )، ولذلك أراد أن يسرع إلى الإِبحار حول سواحل أسيا الصغرى بدون أن يتوني لزيارة الكنائس التي في طريقه. ومن ميليتس ارسل واستدعى شيوخ أفسس وألقى عليهم خطابه الأخير لتحذيرهم ( أع 20 : 17 ـ 38 ). ومن ميليتس أبحر بولس إلى قبرس ومنها إلى صور ثم إلى بتولمايس ثم سافر براًإلى قيصرية.



[/center][/color][/cent
  رد مع اقتباس