عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 01 - 2013, 09:39 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

كيلارا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بحث متكمل عن بولس رسول الأمم

ولم يحصل بولس من حديثه في أثينا إلا على نتائج محدودة، فالسواد الأعظم من أعضاء مجلس أريوس باغوس ، إما استهزأوا به أو أهملوا حديثة، وإن كان واحد منهم، هو ديونيسيوس قد آمن، وكذلك امرأة اسمها دامرس من النساء البارزات في المدينة وآخرون معها. ولكن يبدو أنه لم تتاسس كنيسة فى اثينا فى ذلك الوقت. ويظن البعض أن بولس قد أصابه بعض الإِحباط من هذه النتائج الضئيلة، فأعاد تقييم محاولته الحديث بأسلوب فلسفي لقوم من المثقفين، فتخلى عن هذا الأسلوب مكتفياًبالإِعلان البسيط للإِنجيل ( اكو 1 : 20 ـ 2 : 5 ).

ويبدو ـ على الأرجح ـ أن الرسول أصابته بعض خيبة الأمل لأن عدداًقليلاًجداًمن الأثينويين قد أمنوا بالمسيح نتيجة لخدمته، ولكن يجب الاننسى ان البعض قد استجاب للدعوة ! كما يجب أن نذكر أن بولس ـ فى ذلك الوقت ـ كان فكره منصرفاًإلى حالة المؤمنين في تسالونيكي الذين اضطر لمغادرتهم وهم معرضون للخطر الشديد من الاضطهاد ( اتس 2 : 17 ـ 2 : 5 ) ـ كما حدث ذلك معه مرة أخرى وهو فى ترواس، إذ كان مشغولاًمن جهة كنيسة كورنثوس ( 2كو 2 : 12و 13 ) ، وكذلك لعدم استطاعة الكرازة فى برجة لما حدث من انشقاق داخل فريق الكرازة نفسه ( انظر ماجاء بعاليه عن الرحلة الأولى ). يجب أن ندرك أن مشغولية بولس من جهة المؤمنين في تسالونيكي، كان يمكن أن تعطله ـ إلى حد ما ـ عن استخدام الفرصة التي أتيحت له، استخداماًكاملاً، فهو لم يكن ـ رغم كل شيء ـ سوى بشر، وكبشر وجد أن لعواطفه تأثير على نشاطه الروحي. ويحتمل ـ علاوه على ذلك ـ أنه كان مريضاًفى تلك الفترة لأنه يقول للتسالونيكيين، إنه أراد أن يذهب إليهم مراراًوإنما عاقنا الشيطان ( اتس 2 : 18 ) . وهي عبارة أشبه ما تكون بما ذكره عن الشوكة في الجسد ( انظر 2 كو 12 : 7 ـ 10 ).

وبعد أن غادر بولس أثينا، جاء إلى كورنثوس فى ضعف وخوف ورعدة كثيرة ( اكو 2 : 3 ). وفي كورنثوس أقام مع أكيلا وبريسكلا، وهما زوجان يهوديان كان قد طردا حديثاًمن رومية بناء على مرسوم كالوديوس قيصر في 49 م، الذي قضى بطرد جميع اليهود من رومية بسبب ما شجر بينهم من منازعات حول شخص اسمه كريستوس ( المسيح ؟ ). ولا نجانب الصواب إذا قلنا أن أكيلا وبريسكلا كانا ـ على الأرجح ـ مسيحيين قبل مجيئهما إلى كورنثوس، حيث لايذكر شيء مطلقا عن تجديدهما عن طريق كرازة بولس. ومنهما عرف بولس الكثير عن الكنيسة في رومية التي كانا عضوين فيها. وحيث أنهما كانا من صانعي الخيام، انضم إليهما في حرفتهما في خلال أيام الاسبوع لأنه كان يكرز في المجمع كل سبت ( أع 18 : 1 ـ 4 ).
  رد مع اقتباس