عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 01 - 2013, 09:38 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

كيلارا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بحث متكمل عن بولس رسول الأمم

وكان اليهود في بيرية أشرف من الذين في تسالونيكي لأنهم اهتموا بفحص صحة دعوى بولس بأن الإِنجيل هو إتمام لأسفار العهد القديم، أكثر من اهتمامهم بالجدل حول أساليبه، أو تأكيد الآخرين على عدم شرعية الإيمان المسيحي. فاستمعوا إليه، وأخذوا في فحص النبوات الكتابية في ضوء ما ينادي به. ونتيجة لذلك آمن بالمسيح الكثيرون من اليهود والأمم ( أ ع 17 : 10 - 12 ). ولكن يهود تسالونيكي جاءوا إلى بيرية وأهاجوا الجموع ضده، فاضطر بولس لمغادرة بيرية أنفسهم لم يكن لهم إلا دور صغير في الاضطهاد، حتى إن سيلا وتيموثأوس استطاعا البقاء ومواصلة الخدمة في المدينة ( أ ع 17 : 13 - 15 )

ويبدو أن ذهاب بولس إلى أثينا في ولاية أخائية، كان القصد الأساسي منه هو الاحتماء من الاضطهاد الذي واجهه في مكدونية. ولكنه بينما كان ينتظر مجىء سيلا وتيموثأوس من الشمال، احتدت روحه فيه إذ رأى المدينة مملوءه أصناماً، ووجد نفسه مضطراًإلى الكرازة بالرب يسوع في المجمع لليهود وللأمم الذين يتقون الله، ولكل من يصادفونه في السوق ( أ ع 17 : 16 و 17 ). لقد كانت كلمة الله فى قلب بولس _ كما كانت في قلب إرميا - ناراً-محرقة في عظامه فلم يستطع الإمساك عنها ( إرميا 20 : 9 )

فقابله بعض أتباع الفلسفتين الأبيكورية والرواقية، وأخذوه - البعض من قبيل المزاح، والبعض عن سخرية -إلى إريوس باغوس(أع17 :18 -21)أيإلى تل بلاد الإله أرسإله الحرب عند اليونان (وهو مارسعند الرومان). وكان أريوس باغوس فى أثينا - في العصر الرومانى - محكمة هامة، كان من بين مسئولياتها العديدة الإشراف على التعليم ومراقبة المحاضرين المتجولين الذين يمرون بأثينا. وقد طلبوا من بولس أن يتكلم أمام هذا المجلس،لفحص الأمر أكثر منه للاستمتاع المحايد. وتحدث بولس للذين كانوا مجتمعين هناك، عن بُطل عبادة الأوثان، وعن استغلان الله في الطبيعة، وعن الدينونة الشاملة، وعن إعلان الله لتدبيره الفدائى شيئاًفشيئاً، وبلوغ ذلك التدبير ذروته في إقامة الله ليسوع المسيح من الأموات ( أ ع 17 : 22 _ 31 ). وينسب البعض هذا الخطاب إلى براعة لوقا,ذاعمين أن كل الخطابات في سفر الأعمال - وبخاصة هذا الخطاب - من إنشاء كاتب سفر الأعمال نفسه، على أساس ما رآه مناسباًللمتكلم في ذلك المقام. ولكننا لا نجد في هذا الخطاب ما يتعارض مطلقاًمع موقف شخص قال عن نفسه : صرت للكل كل شىء لأخلص على كل حال قوماً( 1 كو : 20 _ 22 )، بل بالحري، يبدو أن لوقا إنما يسجل مناسبة فذة، بدأ فيها بولس من موقف سامعيه محأولا أن يقودهم إلى شخص الرب يسوع المسيح.
  رد مع اقتباس