عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 01 - 2013, 09:35 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

كيلارا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بحث متكمل عن بولس رسول الأمم

ويبدو ان القضايا المختلفة قد تبلورت فى قضيتين :

1- شرعية الخدمة المبإشرة للأمم.

2- العلاقة بين السياسة المبنية على المواءمة، وتلك المبنية على المبدأ في مواصلة حفظ ناموس موسى.

أما القضايا الأشمل فيما يتعلق بصواب الكرازة للأمم مبإشرة بوجه عام، وضرورة التزام المؤمنين من اليهود بالحفاظ على العوائد اليهودية وعلى علاقتهم بالمؤسسات اليهودية كطريق للحياة، فيبدو أنهم اعتبروها أموراًقد سبق أن تقررت من قبل، ولو أن البعض رأوا طرحها من جديد على بساط البحث.

(ب) مسار الحوار : نجد أن الحوار المسجل في سفر الأعمال قد أقتصر على أربعة فرقاء أو بالحري أربعة أشخاص. فقال بعض المؤمنين من الفريسيين أصلاًـ دفاعاًعن وجهة نظر التهوديين ـ " إنه ينبغي أن يُختنوا ( الأمم ) ويوصوا بأن يحفظوا ناموس موسى " ( أع 15 : 5 ).

ويبدو من رواية لوقا أن كلمة " ينبغي " كانت تعني أنه أمر لائق عملياًومطلوب لاهوتياً، فالقضيتان ـ عندهم ـ صنوان لا ينفصمان. وكان جواب بطرس على ذلك أن ذكر تجديد كرنيليوس كدليل على موقف الله من قبول الأمم، وكسابقة قوية لسياسة بولس ( أع 15 : 6 ـ 11 )، فكانت حجته هي أنه حيث أن سابقة الكرازة المبإشرة للأمم قد حدثت فى داخل دائرة الخدمة المسيحية اليهودية ـ رغم أن كنيسة أورشليم لم تواصل السير على ذلك النهج ـ فإن نهج بولس ـ من جهة المبدأ ـ لم يكن شططاًثورياً.

ثم تحدث برنابا وبولس عن شهادتهما للامم فى رحلتهما البتشيرية الأولى، وبخاصة كيف وضع الله ختم رضاه بالأيات والعجائب التي صنعها الله " بواسطتهم " ( أع 15 : 12 ). ولابد أنهما شرحا وجوه الشبه الواضحة بين حالتي كرنيليوس وسرجيوس بولس. وممايستلفت النظر هنا هو أن برنابا يذكر قبل بولس، فلعله هو الذى تولى شرح ماقاما به في هذا المجال، إذ يحتمل إنه كان أكثر قبولاًمن بولس عند الكثيرين منهم.

ثم وقف يعقوب وبِّين انه من ناحية القضية اللأهوتية المتعلقة بصلة المؤمنين من الأمم بناموس موس : " أن لا يثقل على الراجعين إلى الله من الأمم " ( أع 15 : 19 )، حيث انه قد حدثت سابقة لذلك في دائرتهم هم أنفسهم، كما أن النبي عاموس ( 9 : 11و12 ) سبق وأنبأ بوضوح عن شمول البركة للأمم ( أع 15 : 13 ـ 19 ).

ومن جهة الأثر العملي لكرازة بولس، على شهادة المسيحيين فى أورشليم، وخشية أن يستخدم المؤمنون من الأمم حريتهم لزعزعة المؤمنون من اليهود، رأى أن يُطلب من المؤمنون من الأمم أ ن يحفظوا أنفسهم من :

1-نجاسات الأصنام وكل ما يتصل بها.

2-الزنا بجميع صوره.

3-الأكل من الحيوانات التي قتلت خنقاً.

4-أكل الدم ( أ ع 15 : 20 - 29 ).

وقد وافقت الكنيسة على رأي يعقوب، وأرسلت مع بولس وبرنابا يهوذا الملقب برسابا وسيلا لشرح معنى القرار للمؤمنين في أنطاكية.

( ج ) _ طبيعة القرار : كان هذا القرار متمشياًمع مبادىء يعقوب والرسل فى أورشليم كما نراها في سائر أجزاء سفر أعمال الرسل وفى الرسالة إلى غلاطية. فلم يكن ممكناًلهم أن يتجاهلوا سياق تعليم الأسفار المقدسة، ولا قبول الله القبول الواضح للأمم كما ظهر في الآيات والعجائب. ومن الجانب الآخر لم يستطيعوا تجاهل المقتضيات العملية في الكرازة لإسرائيل، دون الانحياز إلى أقول التهودين الداعية إلى الأنقسام والفرقة، فكان القرار ذا أهمية بالغة لمواصلة الكرازة للأمم.
  رد مع اقتباس