عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 01 - 2013, 09:35 AM   رقم المشاركة : ( 7 )
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

كيلارا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بحث متكمل عن بولس رسول الأمم

وقد تبع بعض المؤمنين من اليهود فى جنوبي غلاطية رأي بولس ونادوا بأن المتجددين من الأمم لا يلزمهم أن يختتنوا وأن يحفظوا ناموس موسى، بينما جاء آخرون من أورشليم إلى أنطاكية سورية مؤكدين " أنه إن لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم أن تخلصوا " ( أ ع 15 : 1 ). أما القول بأن يعقوب وبطرس قد وقفا وراء أولئك التهوديين، فهو محض خيال لا سند له من الحقائق التاريخية، لأنه بينما كان الرسل فى أورشليم يهتمون بشدة بتخفيف التوتر بين اليهود والمسيحيين من اليهود، بقدر ما يمكنهم، فإنهم لم يكونوا مستعدين للتضحية بمباديء الإِنجيل بهدف المواءمة، إذ أدركوا ما يمكن أن يتأتى عن ذلك. وما كتبه الرسول إلى كنيسة تسالونيكى ( اتس 2 : 14 ـ 16 ) يدل على أنه اعتبر غير المؤمنين من اليهود، أشد الناس مقاومة للكرازة للأمم، وعندما يقول للغلاطيين إن هؤلاء التهوديين " يريدون أن تختتنوا أنتم لكى يفتخروا فى جسدكم " ( غل 6 : 13 )، فالأرجح أنه قصد أنه يصبح باستطاعتهم أن يظهروا لغير المؤمنين من اليهود أن الإِنجيل يجعل الأمم يمتون للعالم اليهودي بصلة. ولا شك فى أن أولئك التهوديين كانوا يعتقدون أنهم بذلك يرضون ضمائرهم، ولكن بولس رأى أنهم كانوا "يريدون أن يعملوا منظراًحسناًفى الجسد.. لئلا يضطهدوا لأجل صليب المسيح فقط " ( غل 6 : 12 ).

رابعاًـ مجمع أورشليم :

إن الأسلوب الذى بدأه بولس فى رحلته الكرازية الأولي، بتبشيرة للأمم مبإشرة، أثار اهتماماًبالغاًفى أورشليم، كما أن الأمر كان يحتاج إلى توضيح فى كنائس الأمم وبخاصة فى ضوء نشاط التهوديين ودعأواهم، ولم يُحسَم الأمر إلا فى مجمع أورشليم الذي يرجح أنه انعقد فى عام 49 م، حيث صدرت قرارات كان لها أثرها الكبير سواء فى الكرازة لليهود أو كرازة بولس للأمم.

(أ) ـ القضايا إلى نظر فيها المجمع : كانت الكنيسة فى أورشليم ـ باعتبارها إسرائيل الحقيقي والبقية الأمينة ـ تتوقع أن تسير الإِرسالية المسيحية على الخطوط التي رسمها الله منذ القديم، وأن كل وجودها قائم على هذا الأفتراض، وأن تعاليمها تتضمن تلك الحقيقة، أن الإِيمان بالمسيح لا يجعل اليهودي أقل يهودية ـ فيما عدا القليل ـ بل بالحري يجعل الأمم المنتمين إلى المجامع، أقوى شبهاًبالمثل الأخلاقية اليهودية. على أي حال، لقد أكدت المسيحية ـ على الدأوم ـ ارتباطها الجوهري بديانة إسرائيل والامة الإِسرائلية، مهما تنوعت الارآء داخل الحركة ومهما اكتنفها من غموض،لذلك اعتقد الكثيرون أن أسلوب بولس الجديد ـ رغم دعواه فى أن إرساليته للأمم كما كلفه بها المسيح، وكما أقرها الرسل أنفسهم فى أورشليم ـ يضعف من الأسس التي تقوم عليها خدمة الكنيسة فى أورشليم، فأسلوب بولس لا يتمشى مع ادعائه باستمرارية إيمان إسرائيل، وموافقة المؤمنين من اليهود على شرعية هذا الأسلوب، يعَّرض جهودهم التبشيرية لنفس الاتهام أمام عيون مواطنيهم من اليهود.

وبعد مباحثات كثيرة بين بولس وبرنابا من جانب، وجماعة التهوديين الذين كانوا يدَّعون أنهم مؤيدون من الرسل فى أورشليم، من جانب آخر (أع 15 : 1و 2 )، وإذ أدركت الكنيسة فى أنطاكية أن هذه المباحثات قائمة أيضاًفى الكنائس التي تأسست فى جنوبي أسيا الصغرى، أرسلت بعثة ـ على رأسها بولس وبرنابا ـ إلى أورشليم لاستجلاء الأمور مع الرسل والمشايخ هناك. ووصل الفريق القادم من أنطاكية ومعه أخبار عن نجاح الإِرسالية المسيحية، بعد أن اجتازوا فى فينيقية والسامرة وأخبروهم " برجوع الأمم " (أع 15 : 3 )، أى رجوعهم على أساس الخدمة المبإشرة لهم، لأن وجود الدخلاء والمتجددين من الأمم الذين يتقون الله، لم يكن أمراًجديداًيستحق الإِخبار به فى عام 49 م. وكان هدف الوفد الأنطاكي هو استجلاء العلاقة بين سياسة الرسل فى أورشليم، سياسة المواءمة، وبين المبادىء التي ينادي بها التهوديون، لأنه قد حدث خارج أورشليم اضطراب كثير نتيجة لما كان يشيعه التهوديون بأنهم وكل الكنيسة فى أورشليم على رأي وأحد. وكان المؤمنون فى أورشليم ـ من جانبهم ـ يريدون استجلاء ملابسات الإِتصال المبإشر بالأمم، وأن يواجه بولس وبرنابا المأزق الذي وضعا فيه كنيسة أورشليم بسياستهم الجديدة.er][/size][/font][/size]
  رد مع اقتباس