عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 01 - 2013, 09:34 AM   رقم المشاركة : ( 6 )
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

كيلارا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بحث متكمل عن بولس رسول الأمم

هذا هو " إنجيل بولس " الذي كتب عنه فى رسالته إلى غلاطية ( 1 : 11 ـ 2 : 10 )، فهو لم يكن يختلف فى محتواه، ولكنه كان متميزاًفى أساليب تبليغه. لقد أعلن له الله طبيعة خدمته، وقاده بعنايته، وأوضح له مميزات دعوته. وإن اليهود والأمم أمام الله سواء من جهة الدينونة والحاجة الروحية، ووضعهم الشرعى أمام الله عند تجديدهم فى المسيح. وكما كتب بولس فيما بعد ذلك : " أنه بإعلان عرفني بالسر.. الذي فى أجيال أخر لم يعرف به بنو البشر كما قد أعلن الآن لرسله القديسين وأنبيائه بالروح، أن الأمم شركاء في الميراث والجسد ونوال موعده فى المسيح بالإِنجيل " (أف 3 : 3 ـ 6 ).

جـ - إستجابة اليهود لخدمته : واضح من الرسالة إلى الكنيسة فى غلاطية أنها كتبت قبل انعقاد المجمع فى أورشليم المذكور فى الأصحاح الخامس عشر من سفر أعمال الرسل، وبذلك تكون الرسالة إلى غلاطية هى أولى الرسائل التي كتبها الرسول بولس. والأرجح أنه كتبها فى نحو عام 49 م. فى أنطاكية سورية، أو لعله كتبها وهو فى طريقه من أنطاكية إلى أورشليم. وقد نرى فى الرسالة إلى غلاطية، ردود فعل اليهود من نحو بولس وخدمته للأمم، ممثلة فى ثلاث فئات :

1- اليهود غير المؤمنين فى أورشليم.

2- قادة الكنيسة فى أورشليم.

3-التهوديين.

ان تفسير ما جاء فى الأصحاح الثاني من الرسالة إلى غلاطية ( 2 : 11 ـ 21 ) يتوقف إلى مدى بعيد على معرفة المقصودين بعبارة " الذين هم من الختان " ( عدد 12 ) الذين خاف منهم بطرس، فالمألوف أن تفسر العبارة على أنها تشير إلى المؤمنين من اليهود المتزمتين والمتمسكين بالناموس الذين جاءوا إلى انطاكية من " عند يعقوب "، وعلى هذا الأساس يكون الفرقاء فى تلك المواجهة هم :

(1) - يعقوب ومبعوثوه الذين يمثلون جماعة التهوديين فى كنيسة أورشليم.

(2) - بطرس والمسيحيون من اليهود فى أنطاكية ومعهم برنابا، والذين لم يكونوا شديدي التمسك بالناموس مثل الفريق الأول، ولكنهم كانوا يفضلون الادعان لسلطة الكنيسة فى أورشليم الممثلة فى يعقوب.

(3) - بولس، المدافع عن حرية الأمم ومسأواتهم.

(4) - المؤمنون من الأمم فى أنطاكية، الذين وقفوا موقف المتفرج.

ومع أن لوقا يستخدم نفس العبارة " الذين من أهل الختان " فى سفر الأعمال ( 10 : 45، 11 : 2 ) عن المسيحيين من إليهود، إلا أن بولس لايستخدمها مطلقاًبهذا المعنى، فهو يستخدم فى كتاباته، " الختان " ، "والذين هم من الختان " في معناهما المطلق دائماً، للإشارة إلى اليهود بوجه عام ( رو 3 : 30، 4 : 9 و 12، 15 : 8، غل 2 : 7 ـ 9، أف 22 : 11، كو 3:11، 4 11 ـ وان كان لا يمكن الجزم بالمقصود بعبارة " الذين من الختان" في تيطس ( 1 : 10 ). فبالإِتساق مع استخدامه لكلمة " الختان " فى الأعداد السابقة ( غل 2 : 7 ـ 9 ) يجب أن نفهم كلمة " الختان " فى نهاية العدد الثاني عشر من الأصحاح الثاني من غلاطية ـ كما يترجمه ج.ب. فيلبس ترجمة " صائبة ـ أن بطرس : " انسحب وأكل منفصلاًعن الأمم، خشية ما يمكن أن يظنه اليهود ". ومن هنا نستنتج أن يهود أورشليم غير المؤمنين وقفوا موقف العداء من مساعي بولس، كما فعل السواد الأعظم من إخوتهم فى الشتات.

وأمام ردود الفعل عند اليهود فى أورشليم، أدرك الرسل فى أورشليم حتمية تخفيف الصراعات التي لا داعي لها، التي يمكن أن تثور بين اليهود والكرازة المسيحية، لذلك يحتمل أن الذين جاءوا من " عند يعقوب " لم يأتوا بإنذار من جماعة من المتطرفين، ولكنهم جاءوا بتحذير بأن الإشاعات المتزايدة عن تآخي المؤمنين من اليهود مع الأمم غير المختونين فى أنطاكية وجنوبي أسيا الصغرى، قد وضع كل كنائس اليهودية فى موضع الخطر. ولعل بطرس رأي ـ أمام هذا الموقف ـ أنه من الأفضل أن يخفف من اختلاطه بالأمم فترة من الزمن إلى أن تهدأ العاصفة، وأن المؤمنين من اليهود فى أنطاكية مع " برنابا " ( غل 2 : 13 ) قد رأوا رأية أيضاً. ويجب ملاحظة أن بولس لم يتهم بطرس بخطأ فى المباديء، بل بعدم التزامه بالمبادىء التي ينادي بها ( غل 2 : 14 ـ 16 ). ويكون معنى هذا، أن تصرف بطرس ـ فى نظر بولس ـ حدث من قبيل المواءمة، وليس طوعاًلمبدأ، كما كان ينادي التهوديون. ولكن مع أن تصرف بطرس حدث من قبيل المواءمة فقط، إلا أن بولس رأى أنه يمس جوهر المبدأ، لأن التمييز بين المؤمنين من اليهود والمؤمنين من الأمم على هذا الأساس، ـ ولو وقتياًوتحت ضغط خارجى ـ معناه الشك فى حقيقة ايمان هؤلاء المسيحيين من الأمم، ودق "اسفين " بين الكنائس اليهودية والكنائس الأممية، لا يمكن إزالته..
  رد مع اقتباس