[SIZE="5"][FONT="Lucida Sans Unicode"][SIZE="5"][CENTER][COLOR="Navy"][CENTER]
ب- أهمية هذه الرحلة التبشيرية : لقد ورد مراراًفى العهد القديم أن الأمم سيكون لهم نصيبهم فى بركات إسرائيل ( مثل : تك 22 : 18، 26 : 4، 28 : 14، إش 49 : 6، 55 : 5و6، صفنيا 3 : 9 و 10، زك 8 : 22 ). وكان هذا هو الدافع وراء كل جهود كسب دخلاء ( مت 23 : 15 )، وكما تضمنه عظات بطرس فى يوم الخمسين وفي بيت كرنيليوس ( أع 2 : 39، 10 : 35 ). كما أنه من الواضح أن الكنيسة قد قبلت المؤمنين من الأمم فى حالة كرنيليوس والمتقين الله من الأمم فى أنطاكية سورية، ولكن القناعة اليهودية ـ ككل ـ كانت أن إسرائيل هو الشعب الذى عينه الله وسيلة لهذه البركات فعن طريق إسرائيل كأمة، وخدمات مؤسساتها،سيكون للأمم نصيب فى برنامج الله للفداء والاستمتاع ببركاته، ويبدو أن المسيحيين الأوائل لم يكونوا يتوقعون تغييراًجدياًفى هذا المجال، مع أنه فى تلك الأيام الأخيرة كان الله يعمل بالكنيسة كإسرائيل الحقيقي والبقية الأمينة فى الأمة.
وقد حدث دائماًفى بداية الكنيسة، أن المؤمينين من الأمم ( باستثناء حالة وأحدة ) اعترفوا أولاًبيسوع كالمسيا من اتصالهم باليهودية، وإما كدخلاء ( مثل : نيقولأوس فى أعمال 6 : 5، ويحتمل الخصي أيضاًفى أعمال 8 : 26 ـ 39 ـ أو اليونانيين فى أعمال 11 : 20 ـ 26 )، ولم يشذ عن هذا النهج سوى كرنيليوس، وهذه حالة كانت تعتبر شاذة وليست دليلاًعلى تغيير هذا النمط، وإن كان بطرس قد استند إليها بعد ذلك لتأييد منهج بولس ( أع 15 : 7 ـ 11 ). ومع أن بولس سبق أن ناقش ـ مع قادة كنيسة أورشليم ـ الإِرسالية التي كلف بها ـ وهي الكرازة للأمم ـ إلا أنه يبدو أنه كان فى ذهنهم أن يتم ذلك عن طريق المجامع بلا استثناء.
ولكن النهج الذى سار عليه بولس فى رحلته التبشيرية الأولي قد تجأوز هذه المفاهيم. لقد رأى بولس فى تحديد سرجيوس بولس ـ دون أن تكون له علاقة سابقة بالمجمع ـ ما لم تستطيع كنيسة أورشليم أن تراه فى تجديد كرنيليوس. لأن بولس رأى الله ـ فى عنايته ـ يبين له بكل وضوح معنى إرساليته إلى الأمم. علأوة على ذلك، لقد وضع الله خاتم رضاه ـ بصورة عجيبة ـ على هذا النهج يتكاثر عدد الأمم الذين لمس الله قلوبهم. ومع أن المجمع كان المكان المناسب ليبدأ منه خدمته فى كل مدينة، حيث يوجد مستمعون من اليهود والأمم مستعدون لسماع كلمة الله، إلا أن المجمع لم يكن المكان الوحيد لمواصلة خدمته. فاليهود والأمم أمام الله سواء ( رو 2 : 1 ـ 3 : 20 )، ولاختلاف خلفياتهم وحساسياتهم، أصبح من الممكن مخاطبتهم بأساليب مختلفة.