عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 01 - 2013, 09:16 AM   رقم المشاركة : ( 14 )
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

كيلارا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بحث متكمل عن بولس رسول الأمم

وما تعلمه بولس بالخبرة، وبالاعلان ايضا، قد حرره بالفعل من المخالب الخانقة لحرفيه الناموس، واقنعه ان غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن ( رو 10 : 4 )، وجعله الرسول الكارز بالمخلص حيث ليس يوناني ويهودي، ختان وغرلة، بربري، سكيثي، عبد، حر ( كو 3 : 11 ). فكل هؤلاء وجدوا نفس الترحيب والقبول، كما وجدوا سد كل حاجة روحية، ورابطة اخوية حية جديدة، تمحو كل الاحقاد والفوارق الناشئة بسبب الجنس او التعليم او المستوى الاجتماعي او الديني.

6- الفداء :

يحمل الفداء احيانا معنى النجاة او الخلاص ـ الذي حققه موت المسيح ـ من غضب الله اللقدوس عقابا للانسان، ومن الجزاء العادل للخطية ( رو 3 : 24، أف 1 : 7، كو 1 : 14 ).

والفداء ـ بتميزه عن التبرير والتقديس ـ لا يشير إلي النجاة في الماضي، بل إلي الخلاص النهائي في المستقبل، الخلاص من كل شر، هذا الخلاص الذي سيتم بمجىء المسيح ثانية، وهذا هو المعنى المقصود في ( اكو 1 : 30 )، حيث يذكر الفداء كاخر حلقة في سلسلة امتيازات الاتحاد بالمسيح.

والروح القدس يعطي كعربون للميراث الكامل، وسكناه فينا يؤكد حقيقة مركزنا فيه، وهو ضمان لخلاصنا النهائي ( أف 1 : 14، 4 : 3 ).

ويرسم بولس صورة حية ليوم الفداء في رسالته إلي رومية ( رو 8 : 18 ـ 25 ). لان الالام ستنتهى والمجد يستعلن، فالخليقة كلها ـ الحية وغير الحية ـ تتطلع إلي ذلك اليوم بشوق وحماس واصرار. وحينئذ لا يستعلن ابناء الله فحسب، بل وبنوتهم ايضا وكل امتيازاتهم حين يقوم جسد كل مؤمن ويلاقي الفادي. وحيئذ سيبطل انين الخليقة اذ تتحرر من كل ضعف وفساد وانحلال، وتستعيد مجدها العتيد. وان كانت الخليقة قد لعنت بسبب الانسان، فانها بالتاكيد ستشاركه فى الفداء.

وما من احد يعلم إلي أي مدى تاثرت الارض نفسها بالخطية، لكن بولس كان يعتقد جليا انها ستشارك فى النهاية ـ بطريقة ما ـ في استعلان المجد الذى سيستعلن عند ظهور الفادي، حين ينمحي كل اثر لسلطان الخطية والاثم.

7- الكفارة :

ان مبدا الكفارة لهو احد اسس الفكر اللاهوتي عند بولس، ففى رسالته إلي رومية ( 3 : 25 ) يدعو المسيح كفارة او ذبيحة كفارية بالايمان بدمه ، فاعداء الله قد تصالحوا معه بموت ابنه، والذين تصالحوا معه، يخلصون بحياته ( رو 5 : 10 ) كما اننا به نلنا المصالحة ( رو 5 : 11 ).

وفى رسالته الثانية إلي كورنثوس ( 5 : 18 ـ 20 ) استخدم بولس حجتين ليبرهن لنا ان الله قد قبلنا في نعمته. اولا : لا يحسب الله للبشر خطاياهم، وثانيا : انه وضع كلمة ( تعليم ) المصالحة في نفوس الكارزين بالانجيل.

وفى رسالته إلي افسس ( 2 : 16 ) نجد الكلمة المترجمة يصالح تعني المصالحة الكاملة، هي نفس الكلمة المستخدمة في الرسالة إلي كولوسي ( 1 : 20 ـ 22 ).

وهناك سلسلة اخرى من الشواهد تؤكد قيمة دم المسيح ( وحياته المسكوبة ). ففي سفر الاعمال ( 20 : 28 ) نجد ان دمه هو ثمن شراء الكنيسة، كما ان الكفارة بالدم ( رو 3 : 25 ). والرحمة الالهية لا تعنى عدم المبالاة بناموس الله. ونقرا فى الرسالة إلي افسس ( 1 : 7 )، وان الذين كانوا بعيدين صاروا قريبين بدم المسيح ( أف 2 : 13 ).

وبدراسة هذه الايات واخرى كثيرة مشابهة لها، يتاكد لنا تعليم الكفارة يتحلل كل تعليم بولس، وان هذه الكفارة كانت ضرورية ليس فقط بسبب خطية الانسان، لكن ايضا بسبب طبيعة الله ذاته، فعدالة الله حتمت عليه ان يدبر طريقا يستطيع من خلاله ـ بتبرير الاشرار ـ ان يرضى طبيعته وناموسه. [/color][/size][/font]
  رد مع اقتباس