عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 01 - 2013, 09:10 AM   رقم المشاركة : ( 9 )
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

كيلارا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بحث متكمل عن بولس رسول الأمم

فكر بولس الرسول اللاهوتي



لقد اعدت العناية الالهية بولس ـ اول مفكر لاهوتى مسيحى عظيم ـ لخدمته في الكرازة بالانجيل للامم. ويحكم ولادته كمواطن روماني كان له وضعه الاجتماعى والمدني الخاص. وما كان يتردد فى الافادة من امتيازات وضعه كمواطن روماني كلما دعت الحاجة إلي ذلك ( أع 22 : 25 ـ 28 ). وتظهر في كتابة درايته الواسعة بالقانون الروماني والنظم الرومانية،فهي تحوى العديد من الامثلة القوية المستمدة من هذه الدراية.

1- طرسوس : ولد بولس في طرسوس ـ وهي مدينة تتحدث اللغة اليونانية ومشهورة بفكرها ومفكريها، وعاش صباه هناك مما كان له اثره فى اتقانه اليونانية، واتصاله بالثقافة اليونانية، كما اتاحت له فرصة التعرف على حياة الحضر، ولعلها اعطته الانطباعات الاولى عن فساد الوثنية الاخلاقي الذى وصفه فى الاصحاح الاول من رسالته إلي رومية.

وقد ولد عبرانيا من العبرانيين أي من سلالة عبرانية خالصة. وقد حفظ والده ـ برغم اقامتهم في مدينة تتكلم اليونانية ـ عادات الوطن الام بالقراءة في العهد القديم العبري، واستخدم اللغة الارامية في الحديث (في 3 : 5 ). ولما كان والده فريسبا ( أع 23 : 6، 26 : 5 ) فقد تربى منذ طفولته على احترام الشريعة المكتوبة والمقروءة، ومراعاة الشعائر الخارجية الصارمة لطقوس الفريسين.

2- اورشليم : كان النظام الصارم فى مثل هذا المنزل تاثير قوي على شخصية بولس، فاعده للمزيد من التعليم المتقدم بعد ان صار ابنا للشريعة . وكانت النية منعقدة على اعداد بولس ليصير معلما لليهود، ولذلك فقد ارسلوه إلي اورشليم ليتعلم على يد اعظم معلمى اليهود ـ غمالائيل ـ الذي كان يتسم بالتسامح وسعة الافق وحرية الفكر. ومن غير المعروف بالتحديد فى اى سن ذهب بولس إلي اورشليم او كم من الوقت قضى فى تعليمه هناك. وعلى أي حال، فمن المؤكد انه اكتسب شهرة عظيمة كدارس للشريعة وكمغتصب غيور على الفريسية.

وفي دفاع بولس امام اغريباس يؤكد ان سيرة حياته كانت امرا معروفا لدى الجميع وان مواطنيه يمكنهم ـ ان شاءوا ـ ان يشهدوا لموقفه كفريسى (أع 26 : 4 ـ 5، غل 1 : 13 ـ 14 ). واقامة بولس ودراسته فى اورشليم امر لا ينكره او يشك فيه الا من ينكر سفر الاعمال. ومن غير الممكن الجزم بما اذا كان بولس قد تعرف شخصيا على السيد المسيح خلال خدمته على الارض، ويشتط البعض في تفسير ما جاء فى كورنثوس الثانية : ان كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد ( 2كو 5 : 16 ) على انه دليل على معرفة بولس السابقة بالمسيح حسب الجسد، ولكن هذا العدد قابل لتفسيرات عديدة ولا يمكن ان يكون دليلا على ما يزعمون.

3- المضطهد : لو كان بولس قد تقابل مع المسيح قبل الصلب، فمن الغريب الايشير إلي ذلك في رسائله. ولعله كان قد عاد إلي طرسوس (كما يرى البعض ) وظل هناك طيلة خدمة المسيح. على أي حال، يحتمل انه كان موجودا فى اورشليم فى اثناء المناقشات التى دارت بسبب تعليم استفانوس، وربما كان احد الذين لم يقدروا ان يقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلم به الشهيد. على أي حال فان بولس كان حارسا لثياب الذين رجموا استفانوس، ولم يكن مجرد موافق على قتل استفانوس بل بالحرى كان راضيا من كل قلبه عن ذلك.

وفى نفس يوم رجم استفانوس، بدا عمله الهدام، فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت، وبجر رجالا ونساء ويسلمهم إلي السجن ( أع 8 : 3 )، وايقن تماما ان الطريق الوحيد للقضاء على العقيدة الجديدة هو القضاء التام على المؤمنين بها.

واذ لم يكتف بهدم كنيسة اورشليم، اصبح الاداة الرسمية للسنهدريم فى استكمال العمل خارج البلاد، فذهب إلي دمشق لمواصلة قتل المسيحيين. ويبدو من حماسه فى مواصلة هذا الامر انه لم يعان مطلقا من تانيب الضمير على مقتل استفانوس، بل يبدو ـ فى الواقع ـ انه كان مستريح الضمير تماما حتى امسك به الرب ( أع 26 : 9، 1تي 1 : 13 ).

ويبدو ان كل ما عرفه بولس من التعاليم المسيحية والدعوى المسيحية بان يسوع الناصري هو المسيا، وكل ما شاهده وعاينه من ثبات المسيحيين حتى الموت فى الاضطهاد، كل ذلك زاد معارضته وجعله اكثر تصميما على ابادة المسيحيين.
  رد مع اقتباس