عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 01 - 2013, 09:07 AM   رقم المشاركة : ( 7 )
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

كيلارا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بحث متكمل عن بولس رسول الأمم

ولا نقرأ شيئاًعن بولس بعد هذه الأحداث في أورشليم، إلى أن نراه يخدم في أنطاكية ( أ ع 11 : 25 - 30 )، ولو أننا نعلم من أقواله في رسالته إلى غلاطية ( 1 : 21 - 24 ) أنه واصل كرازته لليهود المشتتين في سورية وكيليكية حيث كان يوجد موطنه طرسوس . وقد يكون ترحيب المؤمنين في قيصرية به _ عند عودته من رحلته الكرازية الثالثة - دليلاًعلى صلة سابقة بفيلبس والمؤمنين هناك. ولعل الكثير من الصعاب والتجارب التي يعددها في رسالته الثانية إلى كورنثوس ( 11 : 23 ـ 27 ) قد جاء من مواقف واجهها في قيصيرية وطرسوس في تلك الاثناء، إذ لاموقع لها في سجل رحلاته التاليه المذكورة فى سفر الأعمال. ولعل اختباره الرائع المذكورة في رسالته الثانية إلى كورنثوس ( 12 : 1 ـ 4 ) قد حدث فى تلك الفترة من حياته أيضاً.

هـ - خدمته للأمم الخائفين الله : عندما تشتت الكنيسة فى أورشليم من جراء الضيق، قام بعض المؤمنين ـ الذين كانوا قد جاءوا أصلاًمن قبرس والقيروان ـ بحمل الإِنجيل إلى انطاكية فى سوريا وامتدت خدمتهم إلى اليونانيين ( أ ع 11 : 19 ـ 21 ). ولا نعلم على وجه اليقين من هم المقصودون بالعدد الكثير الذين آمنوا ورجعوا إلى الرب، هل كانوا يونانيين من الأمم، أم كانوا يونانيين من اليهود مثلما جاء فى الأصحاح السادس من سفر الأعمال ( 6 : 1 )، وإن كان من الأرجح ـ فى ضوء ما جاء عن كرازتهم لليهود فقط ( أع 11 : 19 )، ثم : لكن كان منهم قوم.. يخاطبون اليونانيين ـ أنهم كرزوا بالإِنجيل فى المجامع للدخلاء من الأمم. وعندما بلغت هذه الأخبار الكنيسة في أورشليم، أرسلت برنابا، وهو لأوي قبرسي ( أ ع 4 : 36 ) إلى أنطاكية ليستطلع الأحوال، ولما أتي ورأي نعمة الله فرح ووعظ الجميع أن يثبتوا فى الرب بعزم القلب، لأنه كان رجلاًصالحاًوممتلئاًمن الروح القدس والإِيمان ( أع 11 : 22 ـ 24 ).

ثم خرج برنابا إلى طرسوس وجاء ببولس إلى انطاكية ( أ ع 11 : 25 و26 ). ولقد سبق لبرنابا أن وقف إلى جانب بولس عندما ساورت الشكوك التلاميذ في أورشليم من نحوه عقب تجديده ( أ ع 9 : 27 ). ولما كان برنابل يعلم بارسالية بولس للأمم، ويذكر قوة شهادته، ويعرف قدراته، كما أنه كان فى حاجة إلى من يعاونه فى الخدمة بين المتجددين من الأمم، أشرك بولس معه فى العمل فى أنطاكية. ولم يشترك بولس فى العمل مع برنابا فقط، بل كان هناك أيضاًسمعان الذي يدعي نيجر (أسود )، ولوكيوس القيواني، ومناين الذى تربى مع هيرودس ( أع 13 : 1 ). ويدل تركيب العبارات فى اليونانية علي أن برنابا وسمعان ولوكيوس كانوا أنبياء، وقد يعنى هذا أنهم كانوا المنصرفين لخدمة الكرازة بإنجيل الخلاص بالمسيح يسوع، بينما كان مناين وبولس هما المعلمان، مما يبدو معه أنهما كانا المسئولين أساساًعن تعليم المتجددين المبادىء الكتابية ومايتعلق بها وقد ظل بولس فى هذه الخدمة سنة كاملة ( أ ع 11 : 16 ).

ولا شك فى أن بولس قام بالكرازة للأمم هناك، ولعله ظن أن هذا هو كل ماتضمنته إرساليته التي كلفه بها الرب عند تجديده. ويحتمل جداًأن الخدمة التبشيرية فى أنطاكية فى ذلك الوقت اقتصرت على المجمع، بغض النظر عما إذا كان من الصواب أن يتوجهوا إلى الأمم مباشرة فى خدمتهم مع التوسع فيها. ويحتمل أن المؤمنين فى أورشليم وفى أنطاكية ـ سواء كانوا من اليهود أو الأمم ـ كانوا يرتبطون بشكل ما بالمجمع، وهكذا بدا فى نظر الكثيرين من المؤمنين من اليهود، أن تجديد الأمم الخائفين الله الذين أنضموا ـ إلى حد ما ـ تحت لواء اليهودية، قبل إيمانهم بالمسيح، شبيه بحالة الدخلاء، أما سكان المدينة الآخرون، من غير المؤمنين، فقد أطلقوا عليهم اسم مسيحيين أي أتباع المسيح أو أهل بيت المسيح.

وفى أثناء خدمة بولس فى أنطاكية جاء نبي من أورشليم اسمه أغابوس وتنبأ عن المجاعة المقبلة، فأرسلت الكنيسة فى أنطاكية معونة إلى الإِخوة فى أورشليم بيد برنابا وبولس ( أع 11 : 27 ـ 30 ). ونعلم من سفر الأعمال أن المجاعة حدثت فى أيام كلوديوس قيصر، ويمكن تحديد التاريخ فى 46 م. وذلك من كتابات المؤرخين تاسيتوس وسرتونيوس عن انتشار مجاعة فى نحو ذلك الوقت، وكذلك من بردية عن ارتفاع ثمن الحنطة فى نحو ذلك التاريخ عينه، كما يحكي يوسيفوس عن الملكة المصرية هيلينا، التي كانت قد اعتنقت اليهودية، وجمعت الامدادات من مصر وقبرس لإِرسالها إلى أورشليم التي هددتها المجاعة، عقب عودتها من رحلة إلى تلك المدينة فى نحو سنة 45 أو 46م.

وتتوقف معرفتنا لتحركات بولس فى ذلك الوقت على حل اللغز القديم عن العلاقة بين زيارتيه لأورشليم المذكورتين فى رسالته إلى غلاطية، وزياراته الثلاث لأورشليم المذكورة فى سفر الأعمال. فبينما يقول الكثيرين أن الزيارة الأولي المذكورة فى الرسالة إلى غلاطية ( 1 : 18 ـ 20 ) هى الزيارة المذكورة فى سفر الأعمال ( 9 : 26 ـ 29 ) كما سبق القول، فإن الكثيرين أيضاًيرون أن الزيارة المذكورة فى غلاطية ( 2 : 1 ـ 10 ) هى ذهابه إلى مجمع أورشليم المذكور فى الأصحاح الخامس عشر من سفر الأعمال. فالقضية غامضة ويتوقف عليها الكثير من النتائج. وأبسط حل واكثرها قبولاًهو أن زيارته المذكورة فى رسالته إلى غلاطية ( 2 : 1 ـ 10 ) هى المتعلقة بموضوع المجاعة والمذكورة فى الأصحاح الحادى عشر من سفر الأعمال ( 11 : 30 ). ويكون حرف العطف ثم فى بداية الأصحاح الثاني من رسالته إلى غلاطية يعود إلى نفس النقطة التي بدا منها حساب السنوات الثلاث فى الأصحاح الأول ( غل 1 : 18 )، فكلتاهما تبدآن من وقت تجديده، وبذلك يكون تجديده قد حدث فى نحو عام 33 م. ويكون هروبه من دمشق قد حدث فى نحو 36 م، وزيارته بمناسبة المجاعة، إلى أورشليم، بعد أربعة عشرة سنة من تجديده أي في نحو عام 46 م. وبناء على هذا الرأي يمكن قوله إنه صعد بموجب إعلان ( غل 2 : 2 ) إشارة إلى نبوة أغابوس (أع 11 : 28 ).
  رد مع اقتباس