عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 01 - 2013, 09:04 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
كيلارا Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1049
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

كيلارا غير متواجد حالياً

افتراضي رد: بحث متكمل عن بولس رسول الأمم

كل هذا، مع ارتفاع موجة توقع مجىء عصر المسيا، كان كافياًلتحريض بولس على أن يأخذ على عاتقه استئصال شافة ماكان يعتقد انه ارتداد. لقد كان يظن انه يتمم مشيئة الله من جهة أولئك الناس، كما ذكر فيما بعد ـ كان يقأوم الله بجهل في عدم ايمان ( 1 تي 1 : 13 ).

جـ - ضعوط اختباره اليهودي : كثيراًما يقولون إن بولس كان يحس في فترة شبابه بضغوط الشرائع الناموسية، ويتوق إلى شيء من المحبة والروحانية. يقولون ذلك تأسيساًعلى تفسيرهم لما جاء في الأصحاح السابع من الرسالة إلى رومية ( 7 : 7 ـ 25 ) على أنه ترجمة ذاتيه لبولس وأنه كان يصف شبابه حين إدرك مطالب الناموس القاسية، مما جعله في صراع عنيف ـ لا جدوى منه ـ مع ضمير لا يهدأ ويظنون أن هذه الضغوط كانت وراء اضطهاده للمسيحيين، إذ كان يحاول أن يصرف هذه الضغوط في عمل خارجي يسكت به شكوكه.

ولكن علينا أن نلاحظ أن حوار بولس عن علاقة العهد القديم بالعهد الجديد في رسالته الثانية إلى كنيسة كورنثوس ( 3 : 7 ـ 18 )، ليس فيه مفارقة بين الناموسية الصارمة وبين التعليم الجديد، بل بالحرى هى مقارنة بين ما كان له مجد قبلاً، وما له المجد الفائق الآن ( 2كو 3 : 10، 11 ). ومع انه يقول عن العهد القديم إنه كان خدمة موت ( 2 كو 3 : 7 )، وخدمة دينونة ( 2 كو 3 : 9 )، فإنه يؤكد أيضاًأن الزائل كان في مجد ( 2 كو 3 : 11 ) رغم أنه زائل بالمقابلة مع المجد الفائق للعهد الجديد.

ويقول في رسالته إلى غلاطية أن العهد القديم كان عبودية ( 4 : 1 ـ 7و 21 ـ 31 )، وذلك فقط بالمقارنة مع الحرية التي في المسيح يسوع. كما يذكر بولس ـ فى مواضع أخري ـ أنه قبل تجديده، كان أوفر غيرة في تقليدات آبائه، ومن جهة البر الذي في الناموس بلا لوم ، وأنه تربى على تحقيق الناموس الأبوي ، وان الجميع يشهدون له بانه عإش فريسيا ححسب مذهب العبادة الاضيق ( غل 1 : 14 ـ في 3 : 4 ـ 6، أخ 22 :3، 26 :4،5 ).

من هنا يبدو أن اخبتار بولس في الديانة اليهودية كان يتجاوب مع المطالب اليهودية في عصره، فكان يفتخر بناموس الله، ويغبط نفسه لمعرفته بالله ( رو 2 : 17 ـ 20 ). وهو لا يذكر مطلقاًأن حياته السابقة في الديانة اليهودية كانت غلطة فظيعة،بل بالحرى يقيسها بما وجده من المجد الفائق والشركة الوثيقة فى المسيح يسوع، ولهذا ـ ولهذا وحده ـ كان مستعداًأن يحسبها ـ مع كل الامتيازات البشرية ـ نفاية ( في 3 : 7 ـ 11 )، فلم يكن عدم رضاه عن الناموس، هو الذي مهد الطريق أمامه إلى المسيحية، بل كان المسيح هو الذي أعلن لبولس عدم كفاية الناموس، وبُطل كل سعي الإِنسان.

فماذاإذاًكان الضغط الذى عاناه بولس في الديانة اليهودية، والذي وجده ينزاح عنه بتسليمه نفسه للمسيح ؟ لا شك في أنه كان يدرك ـ إلى حد ما ـ عجز الإِنسان عن ارضاء الله بعيداًعن رحمة الله ومعونته، ولكن هذا لم يكن وحده كافياًفي ذاته، لأحداث التغيير فيه. لقد كانت ديانة إسرائيل ديانة وعد لن يتحقق على أكمل صورة إلا بمجيء المسيا، ولقد كان هذا هو ما وجده بولس يتحقق فى يسوع الناصرى، المسيا الموعود به من الله، المسيا المرفوض، المصلوب، والمقام ثانية والممجد.

ثانياًـ تجديده وخدمته المبكرة : كانت روما تعترف برؤساء الكهنة في أورشليم كحكام شرف للشعب، وقد تتضمن تحالفهم مع المكابيين مادة عن تسليم الطرفين للمجرمين والهاربين ( امك 15 : 21 ـ 24 ). ومع أن رؤساء الكهنة الصدوقيين لم يحتفظوا بحقهم في حكم الشعب، إلا أنهم احتفظوا بحق استرداد الهاربين لأسباب دينية فقط. ولذلك عندما أراد بولس أن يسترجع المسيحيين من اليهود ( الهيلينين أساساً) تقدم إلى رئيس الكهنة وطلب منه رسائل إلى دمشق إلى الجماعات حتى إذا وجد أناساًمن الطريق رجالاًأو نساء يسوقهم موثقين إلى أوشليم ( أع 9 : 1و 2، 22 : 5، 26 : 12 ).

أ- ظروف تجديده : فى طريقه إلى دمشق للاتيان بالمسيحين الذين لجأوا إليها، تقابل مع المسيح المقام والممجد، في صورة اعتبرها هو مماثلة لظهور الرب بعد القيامة لبطرس وغيره من الرسل وليعقوب ( اكو 15 : 3 ـ 8 ). ونقرأ فيما سجله لوقا في الأصحاح التاسع من سفر الأعمال، وفي أقوال الرسول نفسه في الأصحاحين الثاني والعشرين والسادس والعشرين من نفس السفر، أنه نحو نصف النهار بغتة أبرق من السماء نور عظيم حوله وحول الذاهبين معه، فسقطوا جمعياًعلى الأرض، كما أصيب بولس نفسه بالعمى، وسمع صوتاًمن السماء قائلاً: شاول، شاول لماذا تضطهدنى ؟ فسأل بولس عمن يكلمه، فقال له : أنا يسوع الذي أنت تضطهده ، ثم أمره أن يقوم ويدخل المدينة فيقال له ماذا ينبغى أن يفعل. ومكث بولس ثلاثة أيام لا يبصر، فى بيت رجل اسمه يهوذا فى الزقاق الذي يقال له المستقيم . وأرسل له الرب تلميذاًاسمه حنانيا، وضع يديه عليه، فاسترد بصره وقام واعتمد. كما ذكر له خطه الله بالنسبة لحياته.

وهنا تظهر أمامنا بعض المعضلات فى قصة تجديد بولس فى الأصحاحات التاسع، والثانى والعشرين، والسادس والعشرين، من سفر الأعمال، وهى معضلات شبيهة بما هو موجود فى قصص الأناجيل الثلاثة الأولى، كما توجد فى الروايات المتعددة عن حادثة تاريخية واحدة

وأول هذه المعضلات يتعلق بما ذكره لوفا ( أ ع 9 : 7 ) فى قوله : أما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون أحدا . بينما يقول بولس فى حديثه : والذين كانوا معى نظروا النور وارتعبوا ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمنى ( 22 : 9 ). ويقول فى الأصحاح السادس والعشرين : سمعت صوتا ( 26 : 4 ).

وقد يبدو للوهلة الأولى _ أن في هذا تناقضاًواضحاًأفلت من كاتب سفر الأعمال، ولكن جميع كتّاب القرن الأول، فهموا تماماًأن المقصود هو أن الذاهبين مع بولس سمعوا الصوت من السماء، ولكن لم يفهم معنى الكلمات سوى بولس. والمعضلة الثانية تتعلق بنص الكلمات التي سمعها بولس، فنقرأ فى المواضع الثلاثة هذة الكلمات : شاول، شاول لماذا تضطهدنى ؟ ( أ ع 9 : 4، 22 : 7، 26 : 14 )، إلا في الأصحاح السادس والعشرين (حسب أقدم المخطوطات فماذا كان نص كلمات الرب يسسوع ؟
  رد مع اقتباس