لم يكن الهدف من أعياد العهد القديم إيجاد مجالات عطلة من العمل أو فسحة من الوقت للراحة. ولكن العيد كان تذكار عهود الله مع شعبه وتجديد عهود الشعب مع الله و فى العهد الجديد أضفى الرب يسوع على الأعياد جلالا ومعنى وبهاء.
لقد حضر الرب جميع الأعياد عندما كان على الأرض بالجسد، وساهم فيها واحتفل مع الناس في الهيكل بأعياد الفصح والمظال والتجديد... الخ
و لكنه كان حريصًا على أن يتجاوز الرمز إلى المرموز، وأن ينقل الذهن من الظلال إلى الحقيقة... ولنعط بعض الأمثلة من بشارة معلمنا يوحنا:
فى الإصحاح الثانى يقول "وكان فصح اليهود قريبًا فصعد يسوع إلى أورشليم، وطرد باعة الحمام، وعندما سئل آيه أية ترينا حتى تفعل هذا قال لهم انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام اقيمه"... أن جسده هو الفصح الحقيقى والهيكل الحقيقى و الخلاص الحقيقى.
و فى الإصحاح الخامس "وبعد هذا كان عيد لليهود فصعد يسوع إلى أورشليم، وفي أورشليم عند باب الضأن بركة يقال لها بالعبرانية بيت حسدا لها خمسة أروقة... لم يكن الضأن ولا الملاك قادرًا على خلاص الإنسان المقعد، ولكن يسوع حمل الله الذى يحمل خطيئة العالم هو القادر أن يبرئ الإنسان من خطيئته ويطلقه حاملًا سريره ظافرًا.
و كان سبت ولكن يسوع كان يشفى يوم السبت، لأنه أعاد للبشرية المفهوم الحقيقى للسبت... "أن السبت للإنسان وليس الإنسان للسبت".
و فى الإصحاح السادس يقول "و كان الفصح عيد لليهود قريبًا"، ويشرح لنا البشير كيف اشبع الرب الجموع من خمسة خبزات وسمكتين، ثم تحدث عن نفسه كفصح حقيقى ومن سماوى "ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء... أنا هو خبز الحياة... من يأكل جسدى و يشرب دمى يثبت في وأنا فيه...".
و فى الإصحاح السابع "وكان عيد اليهود عيد المظال قريبًا ولم انتصف العيد صعد يسوع إلى الهيكل وكان يعلم... أن عطش أحد فليقبل إلى ويشرب من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه انهار ماء حى"...
و فى الإصحاح الثانى عشر " قبل الفصح بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا وسكبت مريم طيبًا ناردين كثير الثمن... قال يسوع اتركوها أنها عملت هذا لأجل تكفينى".
و هكذا طيلة البشارة نجد معلمنا حريصًا على إبراز المعنى الروحي الحقيقى للعيد.
لقد كان العيد قبل المسيح إشارة وتمهيدًا لقدومه... وصار العيد بعد تجسده ودخوله الزمن تجديدا وتذكارا حياتنا لشخصه المبارك