عرض مشاركة واحدة
قديم 24 - 01 - 2013, 01:26 PM   رقم المشاركة : ( 42 )
the lion of christianity Male
سراج مضئ | الفرح المسيحى


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1024
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : U.S.A
المشاركـــــــات : 753

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

the lion of christianity غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قراءة مباشرة لكتاب الثالوث الأقدس المطران كيرلس سليم بسترس


2- وحدة الكنيسة من المسيح الواحد

ء) المسيح هو رأس الجسد

إنّ المسيح هو الذي يمنح الجسد كلّه الحياة الإلهية: "منه ينال الجسد كلّه التنسيق والوحدة" (أف 4: 15، 16). ويجب التمسّك بالرأس، يقول أيضاً بولس الرسول: "الرأس الذي به يتغذّى الجسم كلّه، ويتلائم بالمفاصل والمواصل ويبلغ إلى تمَام نموّه في الله" (كو 2: 19). وهذا هو السر الذي أعلنه لنا الله "ليحقّقه عند تمَام الأزمنة: أي أن يجمع تحت رأس واحد في المسيح كلّ شيء، ما في السماوات وما على الأرض" (أف 1: 10).

ب) المسيح، بصليبه، صالح الكون مع الله وأقرّ السلام والوحدة بين الناس

المسيح هو مبدأ وحدة الكنيسة لأنّ جميع المسيحيين اعتمدوا باسمه وجميعهم تصالحوا مع الله بصليبه. ولإزالة الشقاق بين المسيحيين في كورنثس يعود بولس إلى المسيح هل تجزّأ المسيح؟ ألعلّ بولس قد صلب لأجلكم؟ أباسم بولس قد اعتمدتم؟" (1 كو 1: 13). فالمسيح هو مبدأ وحدة الكنيسة، لأنّه لا يتجزّأ في محبته لأعضاء جسده، فقد مات عنهم جميعًا وهم جميعًا اعتمدوا لموته وقيامته، يونانيين كانوا أم يهودًا:

"أمّا الآن، في المسيح يسوع، فأنتم الذين كانوا قبلاً بعيدين قد صرتم قريبين بدم المسيح، لأنّه هو سلامنا، هو الذي جعل من الشعبين واحدًا.. ليكوّن في نفسه من الاثنين إنسانًا واحدًا جديدًا بإحلال السلام بينهما، ويصالحها مع الله، كليهما في جسد واحد، بالصليب الذي به قتل العداوة" (أف 2: 13- 16)، و"فيه أرتضى الله أن يحلّ الملء كلّه، وأن يصالح به، لنفسه، كلّ ما على الأرض وفي السماوات، بإقرار السلام بدم صليبه" (كو 1: 19، 20).

إنّ الخلاص الذي حصلنا عليه بالمسيح لا بدّ لنا من الدخول فيه: "فاقبلوا إذن بعضكم بعضاً كما قبلكم المسيح لمجد الله" (رو 15: 7). إنّ المسيح قبلنا فصرنا فيه، وإن آمنّا به وقبلناه يصير هو فينا. ولكن مع المسيح لا بدّ لنا أن نقبل أيضاً جميع الذين قبلهم المسيح وصاروا فيه. ففي المسيح وفي صليبه تجد وحدة المسيحيين أساسها الثابت والراسخ الذي لا يمكن أن يتزعزع. هذا ما يظهره أيضاً تشبيه الكنيسة بعروس المسيح الذي "أحبّها وبذل نفسه لأجدها" ومحبة المسيح للكنيسة عروسه ثابتة إلى الأبد: "فإنّه ما من أحد أبغض قط جسده الخاص، بل إنّما يغذّيه ويعتني به كما يفعل المسيح بالكنيسة. أو لسنا أعضاء جسده؟.." (أف 5: 25- 30).

إنّ الكنيسة هي البشرية التي تصبح عروس المسيح وجسده بالإيمان والحرية، بقبولها محبة المسيح. ولكن عليها ألاّ تنقاد لإغواء شخص آخر. ذاك هو اهتمام بولس الرسول: "إني أغار عليكم غيرة الله، لأنّي خطبتكم لرجل واحد، لأهديكم عذراء عفيفة للمسيح. بيد أنّي أخاف من أنكم، على مثال حواء التي أغوتها الحية بمكرها، تفسد أفكاركم وتتحوّل عن بساطتها تجاه المسيح" (2 كو 11: 2، 3).


  رد مع اقتباس