عرض مشاركة واحدة
قديم 24 - 01 - 2013, 01:06 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
the lion of christianity Male
سراج مضئ | الفرح المسيحى


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1024
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : U.S.A
المشاركـــــــات : 753

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

the lion of christianity غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قراءة مباشرة لكتاب الثالوث الأقدس المطران كيرلس سليم بسترس



ينتج من ذلك التمييز أنّه لا يمكننا القول إنّ يسوع المسيح هو "إله" دون أن نوضح ماذا نعني بلفظة "إله". فإذا عنينا بها "الله الآب" كان قولنا بدعة وانحرافاً عن الإيمان المسيحي، لأنّ يسوع المسيح والله الآب ليسا الأقنوم نفسه بل هما أقنومان متميّزان، أمّا إذا عنينا بها جوهر الألوهة وأكّدنا أنّ يسوع المسيح هو ابن الله المتجسّد ومن جوهر الآب كان قولنا قويماً. هذا ما أكّدته المجامع المسكونية التي حرمت بدعة التبنّوية التي كانت تعتبر يسوع المسيح مجرّد إنسان تبنّاه الله.

فالتمييز إذاً بين أقنومي الآب والابن لم نصل إليه انطلاقاً من تفكير نظري حول كيان الله بل من كيان الله نفسه كما ظهر لنا في تاريخ الخلاص.

وكذلك القول بالنسبة إلى التمييز بين أقنوم الروح القدس وأقنومي الآب والابن، إذ لا نستطيع تأكيد هذا التمييز إلاّ من خلال ما ظهر لنا في تاريخ الخلاص من امتلاء يسوع من الروح القدس حتى إرسال الروح القدس على التلاميذ وعلى العالم ليقدّسهم ويؤلّههم.

هذا هو السبيل الوحيد للتوفيق بين سموّ الله وتعاليه من جهة ودخوله عالمنا البشري دخولاً حقيقياً أي ذاتياً وجوهرياً من جهة أخرى. فسموّ الله وتعاليه تعبّر عنهما عقيدة الثالوث الأقدس بقولها إنّ الله لم يتَّحد بالعالم في أقنوم الآب بل في أقنومي الابن والروح. ودخول الله العالم واتّحاده به اتّحاداً حقيقياً أي ذاتياً وجوهرياً تعبّر عنهمَا عقيدة الثالوث الأقدس بقولها إنّ الابن والروح القدس هما من ذات جوهر الله الآب. والعهد الجديد يميّز بين هذين الأمرين، فلا يطلق اسم "الله" (مع أل التعريف وباليونانية) إلاّ على الله الآب؛ أمّا عن الابن فيقول إنه "ابن الله" و"كلمة الله" و"الرب" و"إله" (دون أل التعريف)، وعن الروح إنّه "روح الله" و"روح المسيح"، و"الرب".

إن اللاهوت المسيحي، بعودته إلى أصالة عقيدة الثالوث الأقدس كما عبّر عنها الكتاب المقدّس، يتيح للإنسان المعاصر تقبّل العقيدة كأمر بنسجم وتطلّبات عقله البشري في توقه إلى اللانهاية وفي رغبته في عدم التخلّي عن هذا العالم. ففي هذا العالم يلتقي الإنسان الله الواحد الذي ظهر لنا في شخص ابنه يسوع المسيح مخلصاً وفادياً، وفي روحه القدّوس ربًّا محيياً ومؤلّهاً. وفي هذا العالم يلتقي الله الإنسان ويعمل فيه وبه على خلق بشرية جديدة على صورة الثالوث. إنّ عمل الله هذا هو "النعمة"، والبشرية الجديدة هذه التي على صورة الثالوث هي "الكنيسة". والنعمة والكنيسة ستكونان موضوعي أبحاثنا في الفصول اللاحقة.

  رد مع اقتباس