3(ب) الأسلوب
لقد عبَّر الناقد الراديكالي نوهان هابل بطريقة بارعة أن كتابات المصدر التثنوي مختلفة عن بقية الأسفار الخمسة: «إن أسلوب سفر التثنية ولغته الغريبة واضحة جداً. إنهما يسيران عكس الصيغة الأدبية لبقية الأسفار الخمسة. فعندما نقارنه بسفري التكوين والعدد، فإن سفر التثنية يقدم عالماً جديداً من المصطلحات، ونماذج التفكير، ومجموعات من التعبيرات وقوالب لفظية مغايرة» (Habel, LCOT, 12)
ويذكر داهل وجهة نظر مختلفة عن أسلوب هذا السفر: «إن الأسلوب الخطابي المتطور في سفر التثنية، يتسم بالسلاسة والتدفق، ويفترض تاريخاً أدبياً طويلاً خلفه». (Bewer, PDS, 372)
ولكن الاختلافات المزعومة في الأسلوب وعناصر التميز بين سفر التثنية وباقي الأسفار الخمسة قد حدثت نتيجة لمنظورهم الخاص للأمور. فمثلاً سفر اللاويين هو سفر جُمعت فيه القوانين التي يستخدمها الكهنة، بينما سفر التثنية يوجِّه كلامه لعامة الشعب. لهذا السبب فإننا لا نندهش عندما نجد موسى في سفر التثنية يستخدم أسلوباً خطابياً، ويؤكد على القضايا العملية، ودائماً يشمل توجيهات بخصوص دخول بني إسرائيل إلى كنعان. (Raven, OTI, 113)
ولكن القول الذي يزعمه داهل ومعه كثير من الدارسين) إن الأسلوب الخطابي يشير إلى فترة طويلة من التطور يبدو غير مقبول. ويبدو أنه من المحتمل أن سفراً يسجل كلام خطيب عظيم سوف يُبرز «أسلوباً خطابياً متطوراً» بدون الحاجة إلى فترة طويلة من التطوير. وهناك نقطة أخيرة بشأن الأسلوب يركز عليها مانلي: «إن إسلوب سفر التثنية يمكن أن نجد مثله إلى حد ما في بعض من الخطب المبكرة التي سُجِلت لموسى في أسفار التوراة». (Manley, BL,21)