[Magdy Monir]

من هو الله ؟

أفسس ٥ : ١ – ٢٠
يستهل رسول الأمم هذا الأصحاح بكلمة خارقة تروعنا،
وتدهشنا. لأنه يطلب إلينا،
ليس فقط أن نفتكر في الله بل أيضاً أن نتمثل به،
أي نحيا حياته في المحبة.

فذكرنا بتلك الكلمة التي فاه بها مخلصنا المجيد



"كونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل"
(متّى ٥ : ٤٨).


إن الإيمان بالمسيح يغير حياتك، ويصيّرك إبناً لله.
فيعاملك الله فعلاً كابن، ويحبك أكثر مما يحب الآب الدنيوي أولاده.
لأن الله هو نفسه محبة. ومن مقاصده الصالحة،
أن تمتزج محبته المقدسة،
في كل ذرة من ذرات قلوبنا.
انظر المسيح،
إنه قد بذل نفسه لأجلك ولأجل جميع الناس،
مقدماً نفسه ذبيحة وقرباناً لله رائحة طيبة.
ومعنى هذا أن محبة الله لنا،
تجلت بأسمى مظاهرها في محبة المسيح.
فقدم لنا بذلك، أعلى قياس للسلوك في المحبة.
فحين نتمثل بالمسيح على هذا القياس، نتمثل بالله،
لأن المسيح هو الله.
صحيح أن قياس المسيح في المحبة،
يفوق أفهامنا،

وليس في وسعك أن ترتفع إلى رتبة المسيح.
ولكن روح الله القدوس،

يريد أن يهبك قوة،

لكي تعيش كما عاش المسيح.
وأن يملأك، بحيث تستطيع التغلب على الخطية.
وباعثه على ذلك، أن يثبت فيك سروره وسلامه،
وصبره وعفته. أجل،
هكذا يغير روح الله جوهرك تماماً.
كيلا تعيش في ما بعد لنفسك،
ولا تطلب من الآخرين أن يخدموك،
بل تصبح أنت نفسك عبداً للمسيح وخادماً لجميع الناس.
عش كما يحق لله،
فتصبح حياتك جميلة. اخدم عن المسيح،
فيخدمك المسيح،

وأحبب كل الناس،
وخصوصاً الصغار والجهلاء، والأثمة،

فيجعل الروح القدس منك، ممثلاً لله على الأرض.

" فكونوا متمثلين بالله كأولاد أحباء"
(أفسس ٥ : ١).


أيها الآب السماوي،

نحن أنانيون،
وقد سببنا عاراً لأسمك القدوس.

نطلب تطهير قلوبنا وأذهاننا
بواسطة دم ابنك.
نلتمس أن يزيل روحك القدوس قساوة قلوبنا،

لتظهر أنت فينا.