يخصص القديس كيرلس الأورشليمي
العظة الثالثة كلها لشرح طقس هذا السرّ.
يرى أن المعمد حديثًا يُمسح بالميرون بعد عماده ليتقبل الروح القدس. وذلك كما أن ربنا يسوع بعد عماده حلّ عليه الروح القدس، ودعي ذلك مسحة[81]. يُستخدم الميرون في دهن الجبهة والحواس[82]. غاية ذلك:
- أن يحل اللاهوت فينا[83].
- لينال المعمد حديثًا الإحساس بالروحيات[84].
- ليتسلح المعمد حديثًا ضد الشيطان ويخلص من عار الخطيئة الأصلية[85].
يرى الأب ثيؤدور أن الدهن بعد العماد ليس علامة على عطية جديدة للروح بل على العطية الأصلية للروح القدس في العماد[86].
يحدثنا القديس أمبروسيوس عن “الختم الروحي” بعد العماد، خلاله يتقبل المعمد حديثًا الروح القدس بعطاياه السبع[87],
لم يعطنا أية تفصيلات لهذا الطقس الخاص بالختم هنا، لكنه في عبارة أخرى يبدو أنه يطبق بأن علامة الصليب تُرسم وتمسح. وإذ أراد إظهار أن الأقانيم الثلاثة يعملون معًا، لكن كل واحد منهم بطريقة مختلفة فيقول:
الرب يختمك ويضع الروح القدس في قلبك.
لقد ختمت في شكل صليبه وآلامه[88].]
في عبارة مقابلة لذلك في عمله يستخدم القديس أمبروسيوس تعبير “يثبت” في وصفه لأثر هذا السرّ.
توصف فاعلية عطية الروح القدس بطرق متنوعة: “تكميل perfecting، تثبيت، تقديم اللاهوت، إدراك السماء، القوة ضد الشيطان.
أحيانًا تشرح صورة الختم بكونها علامة المعمدين حديثًا ينتمون للمسيح.
الدخول إلى الكنيسة والتحية لهم
يقع جرن المعمودية خارج صحن الكنيسة حتى بعد أن ينال الإنسان السرّان “المعمودية والميرون” يدخل مرتديًا الثوب الأبيض، حاملاً السراج المنير وسط الظلمة[89].
أما القديس هيبوليتس[90] فيذكر أن دخول الكنيسة قبل نوال الميرون. عندئذ تجيبهم بقية الجماعة بقبلة السلام، التي يصفها كلاً من القديسين هيبوليتس والذهبي فم[91]. هذه القبلة تبدو أنها مختلفة عن قبلة المصالحة التي يتبادلها المؤمنون قبل نوالهم الشركة في سرّ الأفخارستيا[92].
اللبن والعسل
يروي القديس هيبوليتس أنه في قداسه الأول يُقدم للمعمدين حديثًا ليس فقط كأس الخمر الأفخارستي بل ويُقدم كأسان آخران يحتوي أحدهما على ماء والثاني على خليط من اللبن والعسل. يشير هذا الكأس الثالث إلى التمتع بأرض الموعد التي تفيض لبنًا وعسلاً. حيث يقتات المؤمن على طعام الأطفال ويذوق حلاوة كلمة المسيح[93].
يشير العلامة ترتليان إلى هذا الطقس بكونه ممارسًا في القرن الثالث[94]، وكان هذا الطقس يمارس في روما في القرن السادس[95]. يبدو أن القديس جيروم أشار إليه عندما اقتبس ما ورد في سفر النشيد: “نزلت إلى جنتي، جمعت مري مع طيبي، أكلت خبزي مع عسلي، شربت خمري مع لبني” (نش1:5)[96]. كما أشار إلى هذا الطقس في عمل آخر[97].
يشير القديس جيروم إلى شرب اللبن مع العسل بكونه يعني الطفولة[98].
يقول القديس أمبروسيوس أن المعمدين حديثًا لا يشتركون في تقديم القرابين إلى المذبح حتى يدركوا مفهوم القرابين. وذلك بعد 8 أيام من العماد[99].