تسجيل أسماء طالبي العماد
عادة كان العرابين أو القائمون بتعليم المعمدين catechists يأتون بالموعوظين في الأسبوع الأول من الصوم الكبير ويشهدون أنهم مهيؤون للعماد إيمانيًا وسلوكيًّا، ويقوم طالبوا العماد بتأكيد ذلك.
تروي لنا ايجيريا Eugeria من جنوب بلاد الغال أو أسبانيا عن هذا الطقس في أورشليم في نهاية القرن الرابع.
V أظن أنه يلزمني أن أخبركم كيف يُعطى التعليم للذين ينالون العماد في عيد القيامة. هؤلاء الذين تُعطى أسماؤهم في اليوم السابق لبدء الصوم الكبير. يكتب الكاهن الشيخ presbyter أسماءهم جميعًا. هذا يحدث قبل حلول صوم الثمانية أسابيع (55 يومًا) الذي فيها يحفظ الصوم كما أخبرتكم.
إذ سجل الكاهن الشيخ كل الأسماء، ففي اليوم التالي في الصوم حيث تبدأ الثمانية أسابيع يوضع كرسي الأسقف في وسط الكنيسة العظيمة، كنيسة الاستشهاد. يجلس الكهنة الشيوخ على كراسيهم على جانبيه ويقف كل الكهنة، يستدعي طالبوا العماد الواحد ثم الآخر، يأتي الرجال ومعهم آباؤهم، والنساء ومعهن أمهاتهن. عندئذ يسأل الأسقف كل واحدٍ فواحدٍ أقرباءه: “هل يحيا هذا الرجل حياة صالحة؟ هل يحترم والديه؟ هل هو سكير أو غير مؤتمن؟ يسأل هكذا عن كل رذيلة، على الأقل في الأمور الخطيرة. فإن وجد الأسقف أن طالب العماد متحرر من كل الأخطاء التي سأل عنها الشهود يكتب اسم طالب العماد بخط يده[11]“.
2. فترة الاستنارة Period of Enlightenment
في الفترة السابقة تركز الكنيسة على الجانب التعليمي الإيماني العملي، فيتعرف طالب العماد على الثالوث القدوس، وعمله في حياته. يدرس قانون الإيمان والصلاة الربانية مع التزام المؤمن بالحياة المقدسة اللائقة. يلي ذلك فترة الاستنارة من الجانبين السلبي والإيجابي. حيث يجحد المؤمن الشيطان ويطرده من قلبه، متقبلاً سُكنى اللَّه فيه حيث يصير قلبه هيكلاً مقدسًا للَّه.
ا. جحد الشيطان أو إخراجه Exorcism
أحد العناصر الرئيسية للتهيئة للعماد هو جحد الشيطان وإخراجه.
يدعو القديس كيرلس الأورشليمي طالبي العماد أن يحضروا ليتخلصوا من الشيطان[12] [“Come regularly to the exorcisms]
+ يليق بطالب العماد أن يكون على اتصال دائم بطاردي الأرواح الشريرة. فإنكم كمن في مرافعة؛ يجب أن تقفوا في صمت أمام من يتهمكم. تقفوا بأيادِ مبسوطة على شكل الصلاة، وتحفظوا أعينكم منحنية. لهذا السبب تخلعون ثيابكم الخارجية وتقفوا حفاة على مسوح[13].