الرد على هذه النظريات
1- أنها مجرد نظريات يمكن إثبات خطأها، وليست حقائق علمية دامغة، ولذلك هاجم أولئك الناس بعضهم بعضاً، كما فعل "داهس" (Dahse) مع "فالها وزن" سنة 1914...
2- هذه النظريات قائمة على الفرض والتخمين، ولم يستند إلى أى سند علمى، أو تاريخى، أو وثائق، أو حفريات... مجرد تخمينات!!!
3- انبرى لهم "كيتيل" (Kittel) عام 1926 وأوضح ضرورة الاعتماد على الإيمان والتقليد الدينى، وكذلك "ستير نبيرج" (Sternberg) عام 1928، الذى هاجم نظريات المصادر الأربعة، وأعاد للشريعة الموسوية اعتبارها التاريخى، بنسبتها إلى عصر موسى النبى نفسه، وزمن الخروج. ثم ظهر قاموس Kittel الضخم سنة 1932، فقدم دراسات وافية للأحداث الإنجيلية، على ضوء المقارنة فى العبرية فى العهد القديم، والأدب اليونانى، ودراسة البيئة اليهودية التى ظهرت فيها تلك الأحداث.
ثم أصدر "فولز" (Volz) و "رادولف" (Rudolf) سنة 1933 كتاباً كشف الخلط الواضح فى نظرية المصادر، وشرحا وحدة المصدر فى العهد القديم. وهذا ما أكده أيضاً "كاسيتو" (Cassuto) اليهودى، الأستاذ فى جامعة روما، سنة 1934، بأدلة قاطعة، ناقضاً فكرة تعدد المصادر أصلاً وموضوعاً.
كما أصدر العلامة الفرنسى الأب "فيجورو" (Vigouroux) سنة 1912 "قاموس الكتاب المقدس" (بدأه عام 1891 وأصدره عام 1912)، وهو كاثوليكى محافظ...
كما أصدر "كورنيلى" (Cornely) كتابه عن أخطاء مدرسة النقد الأدبى، ونظرية المصادر، معلنا أن الكتاب المقدس وصلنا عن طريق الوحى الإلهى والتقليد المقدس... واعتمد فى شروحاته على أقوال آباء الكنيسة الأوائل... إلا أن "لا جرانج" (Lagrange) الراهب الكاثوليكى الدومنيكانى إنساق إلى تيار المشككين، ودعا إلى الفصل بين الدين والكتاب المقدس، وأن الدين ليس بحاجة إلى كتاب معين يحدد لنا طريق الإيمان بالله... وقال إن الوحى يستند إلى العقل والإرادة فقط، متجهاً صوب الحفريات الأثرية كقاعدة لمنهجه الجديد فى التفسير، فانتقد التفسير التقليدى للكتاب المقدس، وحذف ما شاء من الأحداث الواردة فيه، وضمها ضمن الأساطير الخرافية، لمجرد عدم توافقها مع منهجه المنحرف. وللأسف سار البعض وراءه على سبيل "الموضة" أو "الموجة" العلمية...
وللأسف الأكبر اعتمد المؤتمر الكاثوليكى فى سويسرا 1897 موقف "لاجرانج"، للتوفيق بين العلم والدين... فتغلغلت هذه الآراء فى الكنيسة الكاثوليكية، حتى أصدر المجمع الفاتيكانى الثانى مفهوماً جديداً للوحى... وقواعد جديدة للتفسير.. جعلتهم يؤمنون بخلاص غير المؤمنين ويوافقون على الزواج المختلط (دينياً)... وهذا المنهج المتحرر نفسه هو الذى جعل الانجليكان يوافقون ويمارسون كهنوت المرأة، ويقننون الشذوذ الجنسى.
لكن شكراً لله على أمرين :
أ- أن هناك الكثير من الكاثوليك والبروتستانت، يرفضون ذلك التحرر الخاطئ، ويؤمنون بعصمة الكتاب المقدس.
ب- أننا ثابتون على المبدأ والإيمان الذى تسلمناه من القديسين، ونرفض كل تلك النظريات الفرضية الخاطئة.