انسياق بعض الكاثوليك لبعض البروتستانت فى ذلك :
معروف أن العقلية الغربية تعيش التحرر والإحساس بالتميز عن العقلية الشرقية، التى تعيش فى عالم فقير وغير متقدم: اقتصادياً وسياسياً وعلمياً. العقل عند الغرب هو سيد الموقف، ولذلك فحينما بدأ بعض "علماء" الكتاب البروتستانت مسيرة النقد والتشكيك، سار وراءهم بعض "علماء" الكاثوليك ورجال الدين، وأهمهم "لاجرانج" (Lagrange) الراهب الدومينيكانى، وأصبحنا نرى هذا الإنحراف واضحاً فى بعض مقدمات الطبعة اليسوعية إذ يقول مثلاً عن سفر يونان: "أن يونان نبى معاصر لهوشع وعاموس. غير أن السفر الذى يحمل اسمه قد كتب بعد المنفى. فما هو نبوة
وما هو قصة تاريخية، إن هو إلا تعليم دينى بشكل مثل: شبيه بمثلى الابن الشاطر والسامرى الصالح". بينما السيد المسيح تحدث عن يونان كشخصية حقيقية تاريخية "فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب أية ولا تعطى له أية إلا أية يونان النبى. لأنه كما كان يونان فى بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان فى قلب الارض ثلاثة أيام وثلاث ليال" (مت 39:12،40).