3- بين العقل والإيمان : حين بدأت ثورة التصنيع بدأت موجة إلحادية ضخمة تنكر وجود الله، أو تدعى أن الله قد مات، وتعتمد على العقل الإنسانى إلهاً بديلاً، بعدما أنجز الكثير من المخترعات. وهكذا تم إخضاع نصوص الكتاب المقدس ومخطوطاته وموضوعاته للتمحيص البشرى، والعقل الإنسانى العاجز المحدود، ونسى هؤلاء أو تناسوا أن الإيمان هو فوق العقل، ولا يصادره... تماماً كالتلسكوب الذى نحتاجه لرؤية الأمور البعيدة... فلا تستغنى العين المجردة عن التلسكوب، ولا التلسكوب عن العين المجردة. الإيمان والعقل يعملان معاً، لندرك الأمور الروحية والإلهية غير المحدودة، والتى يستحيل على العقل المحدود أن يدركها. إن المؤمن المسيحى يقترب من الكتاب بإتضاع، ليتسمع إلى صوت الله لحياته، وإرشاداته، ومواعيده واختبارات شخصياته، وكافة موضوعاته الأساسية للخلاص. ولكن الملحد الرافض للإيمان، يستحيل عليه أن يدرك بعقله المحدود، عالم اللامحدود.