عرض مشاركة واحدة
قديم 10 - 01 - 2013, 05:41 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,312,533

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: مدارس نقد الكتاب المقدس

أولاً: الأسلوب البروتستانتى فى تفسير الكتاب

لاشك أن السبب الرئيسى فى نشأة مدارس نقد الكتاب المقدس، هو "الأسلوب البروتستانتى فى التفسير"، لأنه أسلوب "متحرر" وأحياناً يكون أسلوباً "متحللاً" من أى ضوابط. فنحن مثلاً لا نقبل أن يفسِّر أحد الكتاب المقدس، دون أن تكون له "مرجعية" كنسية تتكون من :
1- التقليد الكنسى : الذى تسلمناه جيلاً بعد جيل، والذى - هو نفسه - سلمنا الكتاب المقدس، بعد أن تمت كتابة أسفار العهد الجديد - مثلاً - فى القرن الأول، ثم تم تجميعها، وتقنيتها فى القرنين الثانى والثالث، حين سلمتنا الكنيسة الأسفار الموحى به من الله، وفرزتها من كتابات أخرى، إما منحرفة ومدسوسة للإضرار بالمسيحية، أو أنها مجرد كتابات جيدة، لكنها لا ترقى إلى أن تكون "موحى بها من الله".
2- قوانين الرسل : التى سلمتنا قوائم أسفار الكتاب المقدس من جيل إلى جيل، كما حدث مع قائمة "موارتورى" (The Moratorian Law) أو قانون مجمع نيقية للأسفار المقدسة.
3- تفاسير الآباء الأولين : بدءاً من الآباء الرسوليين، إلى قديسى القرون الأولى وآبائها، مثل القديس كيرلس الكبير، والقديس يوحنا ذهبى الفم، والقديس أغسطينوس، وغيرهم كثيرون، حتى قيل إنه إذا ضاع الكتاب المقدس - فرضاً - فإننا نستطيع أن نعيد تجميعه من بطون كتابات الآباء.
4- الاجماع الآبائى : فنحن نتمسك بأن التفسير السليم فى أمر ما، يجب أن يتوافر له الإجماع الآبائى. لهذا قد لا نأخذ بتفسير واحد من الآباء لأمر ما، كما نقدر ما قاله أغسطينوس إنه يمكن أن يخطئ، ويحتاج إلى من يصححه. فنحن لا نعتبر كتابات الآباء وحياً بالروح القدس، ولكنها تأملات وتفسيرات بنعمة الروح القدس، دون أن يعصم الروح الكاتب من الزلل، كما فى حالة الوحى الإلهى.
لذلك، فحينما ظهرت الإتجاهات البروتستانتية المعارضة (فى القرنين 16،17)، أرادت أن تحتج على كل شئ: العقائد، والطقوس، والتعليم المستقر فى الكنيسة، وإتفاق الآباء
القديسين. وبدأت من الصفر تفسّر كل شئ بحرية كاملة، وتتحلل من المرجعية الآبائية الكنسية، مستغلة ما حدث من إنحرافات فى الكنيسة الكاثوليكية، وبخاصة فى العصور الوسطى، حينما كانت الكنيسة تحرم كل من يقرأ الكتاب، وليس فقط كل من يفسِّره، خشية أن يسقط فى الهرطقة، وترى أن يكتفى المؤمن بسماع تفسيرات الكتاب من الآباء الكهنة.
انفلت الزمام، من مجرد التفسير الحرّ، والتحلل من المرجعية الكنسية، ليسقطوا فى براثن الاجتراء على الكتاب المقدس، ونقده، نقد النصوص، ونقد الموضوعات، كما سنفصل فيما بعد.
  رد مع اقتباس