عرض مشاركة واحدة
قديم 10 - 01 - 2013, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,450

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الكتاب المقدس والإنسان المعاصر

4- الحاجة إلى الخلود
فى أعماق الإنسان - كما يقول الفلاسفة والمفكرون - "العطش والجوع إلى المطلق" أى إلى اللانهائى. لذلك ففى أعماق الإنسان عطش إلى الخلود واللانهاية. ويستحيل أن يشبع هذا العطش غير المحدود إلا بكائن غير محدود هو الله متجسداً فى رب المجد يسوع، الذى يسكن فى قلوبنا ويروى ظمأ نفوسنا وأرواحنا وعقولنا!
إن كل ما فى هذا العالم محدود، ولهذا قال الرب للسامرية: "كل من يشرب من هذا الماء (الأمور المحدودة) يعطش أيضاً، ولكن من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا (ماء الحياة الأبدية)، فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذى أعطيه يصير ينبوع ماء، ينبع إلى حياة أبدية" (يو 13:4،14).من هنا كانت محاولات الأرتواء والشبع الإنسانى، من الأمور المحدودة، فاشلة وغير كافية،
فمثلاً :
أ- قد يجتهد إنسان فى جمع المال، ولكنه حتى بعد أن يصير مليارديرا لا يشبع، ويطلب المزيد، ولا يحس بالكفاية!
ب- وآخر قد يجتهد فى تحصيل العلم، فيحص على شهادات دكتوراه كثيرة، ولكنه يظل يطلب المزيد، كما قال "اينشتاين": "كلما ازددت علماً، ازددت إحساساً بالجهالة" وكما قال نيوتن: "كنت كطفل صغير، يلهو على شاطئ محيط ضخم".
ج- وقد يجتهد آخر فى الفكر والفلسفة، ويحاول أن يسبر أغوار الحياة، والخليقة، وما قبلها، وما بعدها، والموت، وماذا بعد الموت.. ولا يشبع.. بل يقف عاجزاً وحائراً، فالعقل المحدود، كيف يستوعب الله غير المحدود؟!
د- وقد ينغمس آخر فى ممارسة الخطيئة، دون أن يشبع إطلاقاً، بل يتحول إلى "الإدمان الجنسى"، وهو نوع من الأمراض، يجتاح العالم الآن (Sex Addiction) وكلمة (Addiction) مستمدة من كلمة (Add) أى "زيادة"، فهو يزيد الجرعة بإستمرار، ودون شبع أو اكتفاء..
وهنا يظهر رب المجد يسوع، ليشبع نفوسنا وقلوبنا وأرواحنا، بشخصه اللانهائى غير المحدود، فلا نشعر بالحاجة إلى شئ، بل وحتى إلى شخص، أو موقع، فالمسيح يصير شبعنا اللانهائى، كما كان لآبائنا القديسين الذين تركوا العالم والمادة وكل المحدودات، وشبعوا بغير المحدود. انحلوا عن الكل، ليتحدوا بالواحد.
  رد مع اقتباس