الموضوع
:
بَيْنَ المَجْلِس العَسْكَري والمَجَالِس العُرْفيّة القمص أثناسيوس جورج
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
09 - 01 - 2013, 05:32 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,352,035
بَيْنَ المَجْلِس العَسْكَري والمَجَالِس العُرْفيّة القمص أثناسيوس جورج
بَيْنَ المَجْلِس العَسْكَري والمَجَالِس العُرْفيّة
منذ بداية الثورة المصرية انحاز الجيش لصالح الشعب٬ ولم يوجه سلاحه ضده... تجاوز مساحة الحياد إلى حماية الشعب كله في مطالبه المشروعة... حسم موقفه ولم يقمع الشعب٬ ولولاه ما تحقق سقوط النظام السابق٬ انضم الجيش للشعب في حالة تماهي وهو لم يخرج قط من حضن الشعب وسيستمر. فأمسك بزمام البلد٬ ويكفيه فخرًا أن مؤسسته العسكرية كانت المعضلة الكؤود أمام التوريث والفساد٬ وهي العائق الأقوى الآن أمام استمرار ضياع مصر.
هذا الجيش الوطني ذاته هو الذي نتطلع إليه ليخرج بمصر إلى بر الأمان... مصر المدنية والحضارية٬ وليس مصرالدكتاتورية أو الدينية... وسيحفظها ضد أي خطف مستقبلي... ونحن نتطلع دائمًا أن يكون الجيش كما عهدناه حاميًا للشعب كله دون تمييز٬ مثلما كان حائط صد ضد انجراف البلاد إلى هوة الخراب والظلامية والرجعية والاقتتال٬ نتطلع إليه أن يحرس مصر في السِلم كما حرسها في الحرب... يحرسها من خفافيش الظلام الذين خرجوا من جحورهم لحرق التعايش بنيران الغباء الأعمى من أجل السطو على السلطة بعد كل هذه القرون والتاريخ الواحد.
آمالنا معقودة على مؤسسة الجيش العسكرية لأنها القادرة على وضع الملف القبطي بوعي وتحضُّر في مربع المواطنة٬ بعد أن كان ملف إلهاء وعبث ومطامع. وهي أيضًا المؤسسة القادرة الآن على فتح هذه الجراح الغائرة في جسم الوطن٬ بعد أزمنة من الصمت والتجاهل والتلاعب٬ ولتكن أحداث الأسكندرية والعمرانية وأطفيح وأبو قرقاص وإمبابة وعين شمس كافية لأن تجعل الأولوية لهذا الملف.
ففي الآونة الأخيرة أشاع أحد المشائخ كذبًا بأن (الجيش معه) وكأن الجيش راضيًا على الاعتداءات والتعديات وإقامة الحدود وهدم وحرق الكنائس ورفض تعيين المحافظ القبطي٬ وغيرها من الأحداث التي يندي لها الجبين... لكننا ندرك أن الواقع هو الذي يُظهر الحقيقة وسط ضبابية وفوضى هذه المرحلة٬ وأن الجيش بمنأى عن هذه الأحداث المؤسفة٬ وهو الذي سيقود الشعب كوسيلة إيضاح نفتخر بها في إحقاق العدل والمواطنة ورفض الظلم والتعتيم.
وليكن إعادة بناء كنيسة أطفيح بيد القوات المسلحة عملية رمزية شاهدة على بناء عهد جديد٬ عهد بناء لا هدم... عهد إطفاء حرائق ومساواة لا عهد تعصُّب وتحزُّب وجهل... عهد لا يستقوي فيه أحد على الجيش والسلطة... عهد لا يُداس فيه القانون بعد أن أضحى مجرد حبر على ورق... عهد تحضُّر وكرامة لا عهد ازدراء وافتراء.
وفيما نرسل باقة ورد إلى الجيش المصري وإلى المجلس العسكري الذي يحمل على أكتافه مسئولية إدارة وحكم مصر العريقة في ظرف راهن بالغ الصعوبة٬ نرسل له صرخة عتاب كي يوقف استئساد المتعصبين٬ لأن الأحدث الواقعة لا تبعث على الاطمئنان. فالمسيحيون في مصر ليسوا اختراعًا جديدًا٬ وكنائسهم ليست موضة جديدة مستحدثة حتى تتم عبر وضعية جلسات عرفية تُنذر بانسحاب الدولة وبفقدان هيبتها في تنفيذ قراراتها التي اتخذتها بالفعل... وشريعتنا المسيحية تأمرنا بالخضوع لترتيب القانون الوضعي الذي يحكم المعاملات بين الناس في إطار شرعية قانونية وقضائية عادلة.
فكرامة المجلس العسكري ومكانته لا تستقيم مع ترك الأحكام للجلسات العرفية التي يسودها التربص والشرر وإرهاب الشوارع٬ وهي لا تتمشى مع ترك سيف القانون بيد العامة والدهماء٬ وكأننا في عصر ما قبل الدولة٬ بينما لا منقذ من كل هذه الفوضى والتعديات إلا درع القانون وسلطته٬ فبه فقط سنعيش وسنتقدم٬ ولن تتحقق أمجادنا إلا بمشيئة الله وبأيادينا جميعًا معًا.
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem