أهميته :
كان لأهمية هذا اليوم وشهرته عند اليهود أن علماء التلمود دعوه " اليوم " لعله كما جاء فى عب 7 : 27 ، وأيضا كما قيل " الصوم " فى سفر الأعمال ( 27 : 9 ) ، إذ لا يحتاج إلى تعريف . لعلهم كانوا يتطلعون إليه كما نتطلع نحن إلى يوم " الجمعة العظيمة " بكونه يوم الكفارة العظيم ، الذى فيه نرى رئيس كهنتا الأعظم يشفع بدمه الثمين عن العالم كله ، ليدخل بمؤمنيه منهم إلى سماء السموات ، فيكون لهم موضع فى حضن أبيه السماوى ، أو لعله يمثل يوم عماد السيد المسيح الذى فيه أدخلنا إلى التمتع بالسماء المفتوحة خلال اتحادنا مع الآب فى إبنه المدفون فى مياة المعمودية القائم من الأموات وتمتعنا بالبنوة بروحه القدوس .
وتظهر أهميته أيضا من دعوته " سبت السبوت " أو " سبت الراحة " ، وكأن فيه تتحق الراحة التامة بكونه " عيد الأعياد " . يظهر ذلك بارتباطه بعيد المظال الذى يحسب خاتمة السنة اليهودية الدينية حيث يقيمون فيه فرحهم بالحصاد وشكرهم لله فى الخامس عشر من الشهر السبتى أو السابع آخر شهورهم ، يسبقه " يوم الكفارة العظيم " فى اليوم العاشر حيث يعلن كمال المصالحة بين الله وشعبه ، وتقديس كل الجماعة لكى تتهيأ للفرح الكامل وتقدر أن تقدم ذبيحة شكر لله فى عيد المظال . وإن عرفنا أن عيد المظال قد صار فيما بعد رمزا لضم الأمم للعضوية فى الكنيسة المقدسة ، يكون يوم الكفارة ( الصليب ) هو الطريق الذى فيه تم هذا العمل العظيم . هذا ويليق بنا أن نذكر أن السنة اليوبيلية ، " سنة التحرر الكامل " كانت تعلن لنا دائما فى يوم الكفارة .
ولأهمية هذا اليوم كان شيوخ السنهدريم السبعون يدربون رئيس الكهنة الجديد على طقوسه وتحفيظه جميع الأمور المتعلقة به .
هذا وسنرى خلال طقوسه الفريدة التى يمارسها رئيس الكهنة بنفسه خلال تطهيرات مستمرة غير منقطعة مع صوم الشعب اليوم كله كيف يكشف عن دور هذا اليوم فى حياة الشعب القديم وما حمله إلينا من رموز روحية نبوية تمس علاقتنا بالله وخلاصنا الأبدى .