موقف للأنبا موسى الاسود:
وهناك قصة معروفة عنه ننتفع منها، لما كان المجلس المسئول عن البرية كلها (برية الاسقيط وهي وادي النطرون حاليًا) وعدده ثمانية آباء كبار، مجتمعين علشان يدينوا أحد الرهبان (يعني يحاكموه على خطية حدثت منه)، وكان الأنبا موسى أحد آباء المجلس وكان موجود في المغارة بتاعته ولم يحضر هذا الاجتماع رغم أنهم أبلغوه بالميعاد والمكان اللي فيه الاجتماع، فلما تأخر عن الحضور وهم منتظريه ذهب إليه قس البرية وقال له: الآباء كلهم منتظريك علشان عايزين يبدأوا يتكلموا في الموضوع.
*فأجاب الأنبا موسى وقال: أنا مش عايز اروح. فقال له: لازم تحضر لأن الآباء منتظرينك، فرد الأنبا موسى: طيب حاحضر. فخرج الانبا موسى من قلايته وجاب شوال ووضع فيه رمل وخرم الشوال (عمل فيه ثقب) ووضعه على ظهره وراح للآباء، فلما رأوه قالوا في فكرهم: ده وقت شيل، احنا جايين نجتمع إيه اللي شايله ده.
* وواحد من الآباء أصغر من الأنبا موسى في السن قال له: عنك يا أبي إيه الشوال اللي أنت شايله وتاعب نفسك بيه ده من قلايتك لهنا، الشوال ده فيه أيه؟ فأجاب الأنبا موسى وقال لهم: الشوال ده فيه خطيتي وذي ما انتم شايفين، الشوال مثقوب وانا مش شايف، خطاياي بتجري وراء ظهري دون أن أراها وجئت اليوم لإدانة واحد غيري على خطيته.
*فانتفع الآباء من قوله وانفض المجلس من غير محاكمة وغفروا للأخ. وقالوا له: خلاص، يبقى أنت يا أخ مسئول عن نفسك وده أمر يخصك ويخص ربنا ولا يخصنا أحنا.
*وللقديس موسى الأسود قول مشهور: يقول يحتاج العقل دائمًا إلى أربع أمور (وخذوا بالكم لأن القول ده حلو قوي).
1-الصلاة الدائمة بسجود قلبي: (يعني سجود الروح الذي هو خضوع القلب لله، لأنه مش ممكن السجود في كل وقت).
2-محاربة الأفكار الشريرة التي تخطر على الذهن.
3-أن تعتبر ذاتك خاطئًا.
4-أن لا تدين أحدًا.
نلاحظ أن الأربعة وصايا السابقين فيهم وصايا إيجابية ووصايا سلبية، يعني هما بيكملوا بعض، يقول يجب أن تكون دائما في صلاة وسجود قلبي لكن توجد أوقات الواحد مش حقدر يصلي على طول، وبيجي الفكر الشرير يحاربه. فممكن الفكر يحاربك بخطية الإدانة فتدين غيرك. تقول له: لا تدن أحد أو يحاربك بخطية الإدانة فتدين غيرك. تقول له: لا تدن احد أو يحاربك بالبر الذاتي ويقول لك مثلًا: أن لا يوجد إنسان مثلك في القداسة، فترد عليه وتقول: أنا إنسان خاطئ. يعني الأربعة يكملوا وصية واحدة متكاملة.
وللأنبا موسى قول آخر: "إن دنا أنفسنا رضى الديان عنا" لأنه كصالح يفرح بتوبة الخاطئ ويرفع عنه وزر خطاياه.