عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 24 - 12 - 2012, 09:12 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,724

+ وآخر اسمه ابطلما
عاش عيشة يصعب وصفها / هذا اول أمره سكن فوق الاسقيط في الموضع المعروف بالمفارج ، وهو مكان لم يسكنه قط ساكن من الأباء ، وكان بينه وبين الماء ثمانية عشر مسافة واتخذ لنفسه جرة ولقانين ( وعاءين ) وكان بينه بجمع الندي باسفنج من علي الصخور في كانون الأول وكانون الثاني ويعصره في تلك الأوعية ويرفعه للصيف /، ومكث علي تلك الحال 15 سنة لا يكلم أحدا ، وتغرب من ملاقاة رجال أبرار ومخاطبتهم ، وعدم التعليم الروحاني والتناول من الأسرار الطاهرة ، فجعل يبحث عن حقائق الأمور وغوامضها ، فجن وصار يقول / الأشياء ليس لها مدبر وأنها موجودة مدبرة منها وبها ، فلأي وصار يقول : الشياء ليس لها مدبر وأنها موجودة مدبرة منها وبها ، فلأي شيء أشقي نفسي وأي ثواب يكون لمن يبلغ الي هذا التعب ؟ فلما أجاب في فكره هذه اظلفكار توسوس وضاع عقله ، فنزل الي مصر ، وهكذا أخذ يدور من مكان الي مكان ليلا ونهارا مطرقا الي أسفل وهو لا يحادث أحداً ، وكان منظره يرثي له ، كما كان كل واحد من النصاري يراه يبكي عليه اذ صار ملهاة وملعبة لمن لا يعرف سيرتنا ، وقد لحقته هذه المصيبة الكبري لتيهه وصلفه وظنه بنفسه أنه قد فاق سائر الآباء طانا بنفسه ما ليس هو فيه ، ومن حيث انه لم يصنغ الي مشورة أحد من الأباء فقد هبط هبطة فظيعة ومات أشر ميتة . ويشبه حاله حال شجرة مورقة وبالأثمار مخصبة ، ضربتها ريح شديدة فسقطت بغته وتعرت من اوراقها وأثمارها وبقيت يابسة ، وهذا هو ما يلحق بمن يتدبر برأي نفسه ولا يسمع مشورة الحكماء .

+ وجاء كذلك .
عن بكر كانت بأورشليم حبيسة في قلاية ست سنين لابسة مسوحا ، هذه تنكست نسكا زائدا ، ولم تاكل شيئا متلذذا البتة . فمنعها الآباء من ذلك لكنها لم تصنع الي مشورة أحد ، فتعرت من معونة الله لعجرفتها لما اعجبتها نفسها ، فتباعد عنها حافظ عفتها ، وسقطت سقطة يستعاذ منها ، فقد فتحت باب حبسها وأدخلت اليها انسانا كان يخدمها وكلفته بمعاشرتها ، وقد لحقتها هذه المصيبة لما جعلت قصد نسكها للمراءاة ، ولظنها أنها صارت أفضل من كثيرين ، فلما تملكتها الأبهة ، وقعت في يد أبليس .
+ كما ان انسانا اسمه ابراهيم
كان راهبا قبطيا ، هذا عاش في البرية عيشة يعسر تحريرها ، فلما تسفه أصاب مرض الكبرياء ، فجاء الي البيعة مخاصما القسوس قائلا : " لقد سامني المسيح قسيسا في هذه الليلة ، فأقبلوني أكهن " . فأخرجه الآباء من الكنيسة وساقوه الي سيرة أغلظ من غيرها فشفوه من ألم الكبرياء وعرفوه ضعفه ، وحققوا له أن شيطان العجرفة قد تلاهي به .
+ من سيرة القديس ابيفانوس :
ظهر في أيام أبيفانيوس بقبرص شاب دعي الفليسوف فجادله علماء كثيرون ، فكان يفحمهم مقنعا أياهم بأقواله ، وكان يأتيه كهنة كثيرون وأساقفة فيقنعهم باقناعات ، فتكاسل الأكثرون عن مجادلته ، وتراجعوا عن مفاوضته وذاع صيته حتي وصل خبره الي بافوس ، حيث تحدثوا بحكمته وقوة منطقة ومقدرته علي الجدال حتي ضل خبره الي بافوس ، حيث تحدثوا بحكمته وقوة منطقه ومقدرته علي الدال حتي ضل بسببه الكثيرون ، فلما رأي الأسقف أبيفانيوس ذلك حزن متفكرا في نفسه ثم قال : ومن يكون هذا الشاب المفتخر بعلوم كذبة أمام ايمان السيد المسيح . وأنه تسلح بالايمان ، وأمر بان يحضروه اليه ، فمضوا وقالوا له : الأسقف أبيفانيوس يستدعيك . فقام وجاء اليه ، فلما حضر عنده لم يتكلم معه ، بل أنتصب للصلاة أولا ، فلما بدأ الأسقف بصلاته أخذت الشاب رعدة ،وصر علي أسنانه ، فتعجب الكل لذلك كثيرا ، فلما شعر الأب بقوة الصلاة ، بدأ يطلب الي الله قائلا : " يارب أشف هذا الشقي العليل من هذا المرض ، حل أسره يارب وأظهر الشيطان المستتر فيه وأعتق جبلتك منه " .
عند ذلك صر بأسنانه وازبد ، واحمرت عيناه وصرخ بصوت عظيم قائلا :
" أأنت يا أبيفانيوس تخرجني من مسكني ؟ " .
فقال له الشيطان : " أنك لم تعرفني من أنا " .
قال : أنا هو الذي تكلمت في ذاك المدعو " أوريجانوس " .
قل له الأسقف : أن كنت أنت الذي تتكلم ، فقل لنا بدء الكتاب الذي صنفه ذلك الشقي . فبدأ أبليس يشرح بدء الكتاب .
فقال له القديس : بالحق أنت هو المصنف لهذه الشرور العظيمة .
ولم يحتمل الأب أن يسمع أكثر ، فقال له : أصمت يا ابن جهنم ، أنا آمرك باسم الرب يسوع المسيح أن تخرج عنه ولا تؤذيه .
فصرعه علي الأرض وخرج منه . فلما أفاق ورجع الي نفسه ، سألوه : من أين كانت لك القدرة علي ذلك المنطق العظيم والنحو والفلسفة ؟
فقال : لست اعلم ما تقولونه ، ولا كيف كنت أنتكلم ، ولا كيف أتيت الي هنا ! .. فعجب الحاضرون وخافوا من ضربات العدو .
***
رد مع اقتباس